في وقتنا الحاضر نادرا ما نجد بيتا بحرينيا لا يوجد بين أفراده مصاب بداء السكري، خصوصا من الذين تخطوا الأربعين عاما، وبهذا أصبح هذا المرض يتربع على قائمة الأمراض الخطرة، ويعتبر أحد أكثر الأمراض المزمنة انتشارا ليس على مستوى شعب المملكة بل على مستوى شعوب دول العالم.
المحير في هذا الأمر أنه إلى هذه اللحظة يقف العلم عاجزا عن إيجاد حل جذري وشاف كي يصل إلى التخلص النهائي من أعراضه الخطرة التي بدورها أصبحت وأمست تهدد حياة الملايين من البشر المصابين بهذا الداء في العالم، خصوصا الأشخاص الذين لا يتقيدون بالنصائح والإرشادات الطبية كمزاولة النشاط البدني وتجنب قائمة الأطعمة والمشروبات الضارة بصحة المريض، وذلك على المدى القريب والبعيد، والعودة إلى الالتزام بنظام غذائي صحي متوازن، والحرص على تناول الأدوية وأخذ الحقن في أوقاتها وغيرها من الأمور التي تجعل المريض يتعايش مع المرض طيلة حياته الباقية.
المملكة على موعد يوم الاثنين 14 نوفمبر القادم مع اليوم العالمي للسكري، وكما كشفت نائب جمعية السكري البحرينية الدكتورة مريم بنت إبراهيم الهاجري في تصريح صحافي سابق بأن معدل انتشار مرض السكري في البحرين بلغ 15 بالمئة، واللافت في تصريحها المهم جدا أنه يتم تسجيل إصابة ما يقارب من 80 إلى 85 طفلا بالنوع الأول من السكري المعتمد على الأنسولين سنويا.
هنا “نضرب أبريك” ونقف عند هذه النسبة عند الأطفال، فالطفل المصاب من الصعوبة بمكان التحكم به والسيطرة على ماهية الأطعمة والمشروبات التي يتناولها سواء في البيت أو المدرسة أو من خلال تواجده بين أصدقائه في الحي الذي يعيش فيه أو أثناء زياراته مع أفراد أسرته أقاربه، لذلك هنا تقع المسؤولية الكاملة على أولياء الأمور في كيفية ونوعية اختيار الأطعمة والمشروبات الصحية التي تقدم للطفل منذ السنة الأولى من ولادته، فالحاصل عند الكثير من الأسر البحرينية، خصوصا عندما يكون الأب أو الأم أو الجد أو الجدة مصابين بالمرض لا يكترثون ولا يعطون أهمية بأن أحد أبرز الأسباب الرئيسة للإصابة بالسكري عنصر الوراثة والسمنة، لذلك فمن غير المستبعد إصابة أبنائهم بهذا الداء، إذا لنحاول جميعا الحد من انتشاره الذي أصبح يتكاثر أرنبياً، وذلك بكل الطرق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وعساكم عالقوة.