الاستفتاء الذي أجرته “البلاد” حول النواب الخمسة الأكثر إنجازاً كان شهادة ساطعة على قناعة الناس في نوابهم، فقد عبرت شريحة من المواطنين بملء حريتهم عن النواب خلال السنوات الأربع الفائتة. إنّ الاستفتاءات التي تجريها المؤسسات حول العديد من القضايا أفضل أسلوب اكتشفه الإنسان لمعرفة رأي الناس في القضايا العامة، كما كشف الاستفتاء عن النواب الأكثر التصاقا بهموم الناس والآخرين ممن تخلوا عنهم، بإمكاننا إضافة آخرين مثلوا هموم الناس رغم محدوديتهم.
وبهذه الاستفتاءات التي يجب أن تجرى نهاية كل دورة برلمانية نستطيع أن نعرف من هم النواب الذين يمثلوننا تمثيلا حقيقيا والذين يعبرون عن همومنا بصدق، ومن هم الذين يمثلون علينا! ومن الذين ينقلون هواجسنا ومن هم الذين على النقيض من هذا. إنّ الذي نتمناه ونحن مقبلون على استحقاق انتخابي قريب أن يكون مبدأ الثواب والعقاب المقياس في الاختيار، أي أنّ المواطن قد تكونت لديه القناعة الراسخة بمن يمنحهم ثقته ومن لا يمنحهم.
لسنا هنا بحاجة إلى تأكيد حقيقة باتت ساطعة كالشمس في رابعة النهار أنّ بين تشكيلة المجلس المنتهي من رفعوا شعارات وأطلقوا وعودا تقطر عسلا لكنهم فشلوا فشلا ذريعا في إنجاز ولو الحد الأدنى منها لعجز في قدراتهم، واستحقوا صفرا في العمل البرلمانيّ، ونطمئنهم بأنّ المواطن على وعي بحقيقتهم، وكل هؤلاء الذّين تبجحوا بأنهم خير من يمثل الناس سقطت أقنعتهم وكشفت أساليبهم، ويوم الثاني عشر من نوفمبر القادم ستكون النتائج المتوقعة مخيبة لآمالهم.
إنّ التجارب لمن سبقهم كانت جليّة إلى أبعد الحدود عندما جاءت مناقضة تماما لتوقعاتهم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ما يتمتع به الناخب من وعي يبعث على الفخر.. أما الذين أطلقوا مقولة أنّ ترشحهم كان بناء على رغبة الأهالي نؤكد لهم ضحالة تفكيرهم، ذلك أنّ أحدا من الأهالي لم يلتق بهم! آن لهؤلاء أن يتعلموا الدرس، وآن لهم أن يتعظوا من الماضي، وأنهم قد يخدعون الناس لبعض الوقت لكنهم لن يخدعوا الناس كل الوقت، ولا أحد يستطيع أن يخدع الناس إلى الأبد.