4 إلى 5 سنوات للبدء في المشروع بطاقة 540 ألف طن
البقالي: انتهاء الدراسة الأولية لخط الصهر السابع في نوفمبر
لا استغناء عن العمالة مع إغلاق الخطوط القديمة
الخطوة الثانية هي الدراسة المالية وتستغرق 6 أشهر
ثلاثة خيارات لتمويل المشروع ذاتيا ومصرفيا وعبر “الصادرات”
قال الرئيس التنفيذي لشركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، علي البقالي، إنه يتوقع الانتهاء من دراسة الجدوى الأولية لمشروع خط الصهر السابع في شهر نوفمبر أو ديسمبر المقبل.وأكد البقالي أن الشركة كلفت شركة “بكتل” لإجراء دراسة إنشاء خط الصهر السابع، وعرضها على مجلس الإدارة قبل البدء بالدراسة المالية للمشروع.
وصرح البقالي للصحافيين، على هامش اللقاء الدوري للجمعية البحرينية الهندية والذي تحدث فيه عن أداء الشركة وخططها، بحضور كوكبة من أصحاب الأعمال، أن الشركة تسعى لأن يكون خط الصهر السابع الحديث بحجم إنتاج يقارب خط الصهر السادس، وفي حدود 540 ألف طن سنويًا.
مصير الخطوط القديمة
وأكد الرئيس التنفيذي لـ (ألبا) أن الشركة ستقوم بالتخلص التدريجي من خطوط الإنتاج رقم 1 و2 و3 القديمة لتستبدل بخط الصهر السابع الجديد، مشيرا إلى أن “ألبا” تستهدف حجم إنتاج سنوي يبلغ نحو 1.8 مليون طن متري ( 1.56 مليون طن متري في 2021) بعد تشغيل خط الصهر السابع وإغلاق الخطوط القديمة.
ولفت إلى أن هذه الخطوط تعمل منذ سنوات طويلة في حقبة السبعينات وحتى بداية الثمانينات.
وتابع “أن هذا المشروع من شأنه رفع الكفاءة وتخفيض استهلاك الكهرباء إلى جانب تعظيم ربحية الشركة، كما سيعطي الشركة وضع أفضل فيما يتعلق بخطتها نحو الحياد الكربوني وتقليل الانبعاثات”.
تمويل المشروع
وبين البقالي أن الخطوة الثانية في إطار خطة تنفيذ مشروع خط الصهر السابع بعد الانتهاء من الدراسة الأولية، هي البدء بالدراسة المالية والتي ستحدد بصورة مفصلة الأسعار والتكلفة الفعالية والتي تستغرق مابين 8 إلى 9 أشهر.
وبخصوص تمويل مشروع خط الصهر السابع، أشار البقالي أن “ألبا” لا تعتقد أنها قد تواجه مشكلة في عملية الحصول على التمويلات اللازمة للبدء في المشروع، خصوصا أن الشركة تمتلك سمعة مرموقة، مستدركا أنه رغم كل الظروف، فإن هدف الشركة هو تخفيض محفظة قروضها في حين ستساهم الأرباح والبنوك والمستثمرون في دعم العملية.
وبخصوص الطريقة التي سيتم بها تمويل مشروع خط الصهر السابع، أشار الرئيس التنفيذي لشركة “ألبا” أنه فور الانتهاء وحصول الموافقة على الخطة المالية، فإن خيارات التمويل ستطرح وذلك عن طريق خبير مالي حيث يتوقع أن يكون هناك عدة خيارات وباقات سواء أن تتم العملية عبر التمويل الذاتي أو الداخلي، أو التوجه للبنوك للحصول على التمويل المصرفي، أو الاستفادة من مؤسسات دعم الصادرات في هذه العملية.
وبشأن الخطة الزمنية اللازمة للبدء في تنفيذ خط السهر السابع، أشار البقالي “ أعتقد إذا ما سارت الأمور كلها على مايرام وبحسب المخطط فإن ذلك سيستغرق ما بين 4 إلى 5 سنوات”.
وبشأن الأوضاع الاقتصادية الراهنة والمخاوف من الركود العالمي وتأثيرها على سوق السلع الأولية، وتأثيرها على المشروع، أكد البقالي أن هذا المشروع يعتبر مشروع استراتيجي لـ “ألبا” ولن تتغير هذه النظرة بتغييرات وقتية.وأضاف أن نفس التساؤلات طرحت في خط الصهر السادس حين كانت أسعار الألمنيوم متدنية وظروف السوق صعبة، ولكن الشركة قررت المضي قدما في المشروع، واستطاعت أن تبدأ الخط في ظروف مواتية انعكس على وضعية وربحيتها.
مصير الموظفين
وبخصوص مصير الموظفين بعد إغلاق خطوط الإنتاج القديمة، أكد البقالي أن الشركة لن تستغني عن أي عامل بحريني، وستقوم بنقل الموظفين من الخطوط القديمة إلى الخط السابع الجديد الأكبر حجما، وذلك على مراحل بعد حصولهم على التدريب اللازم.
وتحدث الرئيس التنفيذي لشركة ألمنيوم البحرين “البا” عن نظرته لأوضاع السوق الحالية، حيث أشار إلى أن العام 2021 كان عاماً استثنائياً للشركة بمختلف المقاييس طوال الخمسين سنة الماضية (1.28 مليار دولار الأرباح المحققة) ، سواء من ناحية الإنتاج أو الأرباح، حيث ساعدت عدة عوامل الشركة على تحقيق مستوى ربحية عالية وأداء قوي منها الطلب على سوق الألمنيوم بشكل خاص، الانتعاش الاقتصادي العالمي.
ورغم الظروف المواتية، أشار البقالي إلى أن التوترات الحاصلة بين روسيا وأوكرانيا التي بدأت في مارس وإبريل ومستمرة إلى الآن، خلقت تحديا كبيرا للاقتصاد العالمي، حيث شكلت هذه الأحداث في البداية ميزة لشركات الألمنيوم بسبب المخاوف من انقطاع الألمنيوم الروسي عن السوق، حيث ارتفعت الأسعار لنحو 4 آلاف دولار للطن في فترات معينة، ولكن مع امتداد الأزمة لتشمل الغاز والكهرباء خصوصا في أوروبا، فإن ذلك أثر على الزبائن المستهلكين للألمنيوم و ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز لأربعة أضعاف في أوروبا شكل ضغط على الشركات فيما يتعلق تخفيض الإنتاج أو حتى وقفه، وبالتالي وقف طلبات الألمنيوم سواء للربع الثالث أو الرابع أو حتى العام المقبل.
ومضى البقالي بالقول إن بعض العملاء مترددين في أن يقوموا بطلب وتسلم الكميات كاملة، اذ أن الغموض لا يزال يلف الوضع في السوق، وما إذا كانت الحرب ستنتهي وتأثير ذلك على أسعار الغاز والكهرباء في الفترة المقبلة، حيث لا يستطيعون شراء الكميات الكاملة من الألمنيوم الآن، وهم أمام هذه الخيارات الصعبة، ولذلك يطلبون كميات بسيطة.
لكن البقالي أشار إلى أن هناك شركات أوروبية قامت بالتحوط في الكهرباء، وبالتالي ضمنت الحصول على أسعار محددة وباتت تعرف التكلفة، وهي في موقف أفضل، حتى أن إحدى الشركات فضلت بيع الكهرباء للحصول على ربحية أكبر على حساب الألمنيوم.
وأوضح أن ملامح الركود بدأت تظهر كذلك في السوق الأميركية، لافتا إلى أن عوامل التضخم والأسعار والنفط والعوامل الجيوسياسية، جمعيها تخلق مخاوف.
وعلى الرغم من تباطؤ الطلب وانخفاض أسعار الألمنيوم والزيادة في المعروض، إلا أن البقالي اكد بأن نتائج شركة “ألبا” في النصف الأول كانت جيدة في حين أن النصف الثاني سيشكل نوعاً من التحدي.
تخفيض النفقات
وتحدث الرئيس التنفيذي لشركة ألمنيوم البحرين “ألبا” عن خطط وضعتها الشركة تستبق الأحداث من شأنها مساعدة الشركات في الظروف غير المواتية، ومنها برنامج الشركة لتخفيض النفقات والمعروف باسم “حصالة”، حيث أشار إلى أن المشروع سيساعد الشركات مع هبوط الأسعار وارتفاع تكاليف المواد الخام.
وبين أن خطة “حصالة” هي تخفيض النفقات بمقدار 110 ملايين دولار خلال العامين الماضي و الجاري، مشيراً إلى أنه يشعر بالثقة من تمكن الشركة من تحقيق الأهداف الموضوعة.
خفض الانبعاثات
وتطرق البقالي إلى أنه من بين التحديات التي تواجه قطاع الألمنيوم هي تخفيض الانبعاثات الكربونية، مشيرًا إلى أن الشركة تبنت خارطة طريق فيما يتعلق بالبيئة والحوكمة والجهود الاجتماعية تتكون من 6 محاور رئيسية، مؤكدا أن موضوع تخفيض الانبعاثات الكربونية، هو من أهم التحديات التي تعمل شركة “ألبا” على التغلب عليها، حيث أن الصناعة تعتمد بشكل أساسي على الغاز لتوليد الكهرباء لاستخدامه في مصاهر الألمنيوم، وبدون طاقة متجددة سواء من الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح فإن الوصول إلى “صفر كربون” ستكون عملية غير ممكنة.
وأوضح أن الشركة بصدد البدء بمشروع بسيط لتوليد ما بين 5 إلى 7 ميغاوات من الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، وذلك لإظهار التزام الشركة نحو تحقيق “الحياد الصفري”، لكنه أكد إلى أن هذه الجهود تتطلب دعم من قبل الحكومة ومساندة المستثمرين للاستثمار في الطاقة الشمسية لتزويد المصنع بالطاقة اللازمة، حيث أنه لن يكون هناك “ألمنيوم أخضر” بدون طاقة نظيفة.وكشف أن إرساء مناقصة محطة الطاقة الشمسية يتوقع أن يكون في الربع الرابع من هذا العام.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة ألمنيوم البحرين “البا” إلى أن الشركة وقعت مذكرة تفاهم مع شركة “مسيتوبيشي” للصناعات الثقيلة لبدء مشروع تجريبي لالتقاط الكربون، وهو مشروع يعتبر الأول من نوعه في العالم، حيث من الممكن في حال نجاح المشروع مساهمة الشركات الصناعية البحرينية في إنشاء محطات لالتقاط الكربون وتقديم الدعم للحفاظ على البيئة، كما أقامت الشركة مشروع آخر لإعادة تدوير المخلفات حيث بدأ التشغيل قبل نحو عام وبدأ تصدير أول شحناته باستخدام تكنولوجيا “ريدن” والتي تمتلكها عدد قليل من المصاهر في العالم، وقد نجحت الشركة في تخفيض تكاليف المشروع.
وتطرق البقالي لعلاقة شركة ألمنيوم “ألبا” بالسوق الهندية حيث ارتفعت صادرات الشركة للسوق الهندية بنحو 29 % في الفترة من 2017-2021، في حين ارتفع عدد زبائنها بنسبة 50 %، وتضم قائمة زبائن “ألبا” شركات تعمل في قطاعات مختلفة مثل السيارات والإنشاءات. وتتعامل الشركة مع 77 مزود في السوق الهندية.
وبين البقالي أن السوق البحرينية تستهلك 25 % من إنتاج “ألبا”، حيث تمتلك الشركة علاقات وثيقة مع المصانع التحويلية، كما تصدر 20 % إلى أوروبا و21 % آسيا، و14 % لأميركا، ودول أخرى في (مينا) وأفريقيا بنسبة 20 %.
من جانب آخر كشف البقالي أن “ألبا” تعمل على الحصول على شهادة الصناعة 4.0 ( تتواكب مع الثورة الصناعية الرابعة أو المصانع الرقمية)، مشيرا إلى أن الحصول على هذه الشهادة تحتاج إلى عمل ومبادرات من مختلف الأقسام.