+A
A-

أسعار الغاز تقفز.. وسط أزمة شح في الإمدادات الروسية

ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا حيث أدت التخفيضات الكبيرة للإمدادات في روسيا إلى إبطاء وتيرة إعادة تعبئة مواقع التخزين، مما يهدد بعدم بلوغ المستويات المطلوبة للحفاظ على دفء المنازل في الشتاء المقبل.

وبدأت العقود الآجلة المعيارية الأسبوع بمكاسب تصل إلى 6.9%.

ووجد المشترون صعوبة أكبر في استبدال الغاز الروسي من أماكن أخرى بعد خفض التدفقات عبر خط رئيسي إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 60% في وقت سابق من هذا الشهر.

وتحذر ألمانيا من ترشيد الاستهلاك، في حين قال مفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة، كادري سيمسون، يوم الاثنين، إنه قد لا يكون هناك إمدادات كافية في جميع أنحاء العالم لتحل محل التدفقات الروسية بالكامل.

من جانبه، قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك قبل اجتماع لوزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ يوم الاثنين "هناك تهديد بسيناريو يتم فيه ترشيد الغاز والذي من وجهة نظري سيؤدي إلى أزمة اقتصادية حادة في ألمانيا وأوروبا. إن أزمة الإمداد في إحدى الدول الأعضاء ستؤدي إلى أزمة اقتصادية في دولة أخرى".

وتأتي الأزمة بسبب عدم اكتمال ملء خزانات الغاز الطبيعي الاحتياطية لتجاوز الشتاء عندما يصل الطلب على التدفئة إلى ذروته، إذ إن مستويات التخزين حاليا تتجاوز النصف بقليل، لكنها لا تزال أقل من متوسط السنوات الخمس الماضية. قد يكون تعزيزها أمراً صعباً إذا لم يعد خط أنابيب نورد ستريم - أكبر رابط من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي - إلى طاقته الكاملة بعد إيقاف الصيانة الشهر المقبل.

وتدفع أسعار الغاز المرتفعة بالفعل الصناعات إلى خفض الطلب وفرض المزيد من الضغط على الاقتصاد الأوروبي الذي يعاني من ارتفاع معدلات التضخم والنمو الضئيل. كما تعتبر احتياطيات الغاز الكافية أيضاً أساسية في ضمان حصول جميع أعضاء الكتلة على إمدادات كافية للحفاظ على التدفئة في الشتاء. ويمكن لأزمة متصاعدة أن تختبر تلك الوحدة.

يأتي ذلك، فيما تتزايد الدعوات لخفض الاستهلاك من أجل تجنب مثل هذا الموقف. إذ حث الرؤساء التنفيذيون لشركات الطاقة الفرنسية المستهلكين على توفير الكهرباء والغاز والنفط على الفور. وكشفت الحكومة الألمانية بالفعل عن حزمة من الإجراءات التي تتضمن حوافز للصناعة لخفض الطلب.

وعززت الشركات الأوروبية وارداتها من الغاز الطبيعي المسال، وحصلت على المزيد من الصفقات للإمداد طويل الأجل بشكل رئيسي من المزودين الأميركيين. ومع ذلك، من المقرر أن تصل المشتريات الإضافية إلى 80-100 مليار متر مكعب بحلول عام 2026، أو حوالي 60% من الحجم المستورد من روسيا في عام 2021، وفقاً لتوقعات بلومبرغ إنتيلجينس.

وارتفعت العقود الآجلة للغاز لشهر أقرب استحقاق، المعيار الأوروبي، بنسبة 0.6% إلى 129.25 يورو لكل ميغاواط / ساعة اعتباراً من الساعة 12:38 مساءً في أمستردام. فيما زادت بنسبة 9.1% الأسبوع الماضي.