+A
A-

احتكار آسيوي للسكراب وصادراته “أعلى” من الذهب

93.80‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬صادرات‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الخردة‭ ‬مقابل‭ ‬91‭.‬71‭ ‬مليون‭ ‬للذهب

 

جالية آسيوية تعيش على أرض المملكة بالآلاف ويعتبرون البحرين ملاذًا لهم، ووطنًا آخر، وتفيد المعلومات الواردة بأنهم من أكثر الجاليات حبًّا للعمل، ويعرفون بقوتهم في الأعمال الشاقة، ومن ضمن أهم المهن التي بدأت تلك الجالية تتجه إليها هي التدوير، وتدوير كل شيء، وبلا أدنى شك أن جمع المعادن وتدويرها وبيعها (السكراب) يأتي في الطليعة.
في كل مناطق مملكة البحرين لا توجد منطقة إلا وتجد فيها دكانة صغيرة في زاوية ما لبيع المعادن، ويتم بيع الكثير من المعادن (الخردة)، كأسلاك الكهرباء بكل أنواعها والتي تحقق لهم أرباحًا كثيرة، ومكائن السيارات، والأواني القديمة وغيرها، ويتم تجميع كل تلك المعادن وفرزها كل على حدة وحسب نوعه، وثم تنطلق شاحنات كبيرة إلى منطقة عسكر وبيعها هناك على شركات أكبر غالبًا ما يملكها أناس من ذوي الجنسية والأصول الآسيوية، وقد كشفت بيانات رسمية عن أن صادرات البحرين من الخردة أكبر من صادرات الذهب والحلي والمجوهرات بنسبة 3 % في العامين الماضيين، بالرغم من الأسعار المتدنية للخردة والأسعار المرتفعة للذهب والحلي والمجوهرات، وقد بلغت قيمة صادرات البحرين من الخردة 93.80 مليون دولار بينما بلغت صادراتها من الذهب والحلي والمجوهرات 91.71 مليون دولار، وفقًا للأسعار المعلنة في أسواق الصلب العالمية بلغت أسعار الخردة 637 دولارًا للطن الواحد في شهر أبريل الماضي.


في هذا المشهد التجاري لا نرى البحرينيين حاضرين منذ 15 عامًا ماضية، ولكن مع شهرة هذا النوع من التجارة بدأ البحرينيون الانخراط والاندماج فيها بشكل تدريجي، ولكن على صعيد معين حيث تعتمد اليوم بعض المحلات التي يملكها بحرينيون وتعمل في النشاط الصناعي على تلك الدكاكين وما توفره من معادن وأجهزة وغيرها حيث يتم تصليحها وإعادة بيعها، كتصليح الآلات والمكائن ومضخات المياه وعليها إقبال شديد من البحرينيين نظرًا لسعرها المتدني.
عُرف عن تلك الجالية في كل الأوقات تجولها بين الأحياء السكنية، والبحث حتى بين النفايات عن الخردة، وقد شهدت مراكز الشرطة في بعض المناطق بلاغات عن فقدان الحديد الصلب من أمام منازلهم التي تحت الإنشاء، وقد فسر البعض ذلك أنه قد يكون أرباب تلك الدكاكين وراء ذلك، بينما في سؤالنا لأحد الباعة في تلك المحلات أجاب بأن بضاعته يقوم بشرائها عن طريق المزادات أحيانًا وأحيانًا أخرى عن شرائها من الزبائن المعتادون سواء من البحرينيين أو الأجانب وهي عبارة عن فضلات الصلب وغير ذلك من الخردة غير المحبب وجودها في المنزل، فيقوم هؤلاء بالتخلص منها عن طريق بيعها على تلك الدكاكين، أما في السابق فيتم التخلص منها عبر رميها في حاويات القمامة.
موظف في إحدى الشركات التي تعمل في القطاع الصناعي -نتحفظ هنا عن ذكر اسم الموظف والشركة- يقول إن الشركة تملك مستودعًا كبيرًا وبه بعض الكابلات والآلات القديمة، وقد صدرت الأوامر من أرباب الشركة (بحرينيين) بأن يتم بيع المعدات التي يحتوي عليها المستودع في أحد المزادات، ولكن ما حصل أن مديري المباشر (آسيوي) يقوم ببيع بعض الكابلات وبعض الآلات على دكاكين الخردة خلسة، وبعيدًا عن عيوننا، ولكننا نعلم بذلك ولا نستطيع التحدث حتى فيما بيننا بالأمر لأن ذلك سيكلفنا الوظيفة.
نشأت مهنة لم يعرفها البحرينيون قط وهي بيع الخردة، وأضحت اليوم من أهم المهن لدى البعض ويعتبرونها مصدرًا أساسيًّا لتجارتهم، بل هي أيضًا من أهم صادرات مملكة البحرين، بينما لايزال يحتكرها الآسيويون فهل سيشغلها البحرينيون يومًا ما، أم ستبقى تلك السوق الكبيرة في يد الآسيويين وقد وصلت مبيعات تلك المهنة للهند كأكبر مشترٍ من المملكة بقيمة 90.86 مليون كيلوغرام خردة وفضلات حديد وباكستان كثاني دولة حيث بلغت مشترياتها نحو 68.92 مليون كيلوغرام، بقيمة 20.61 مليون دولار في العام 2021.