الصحافة ليست مجرد حبرٍ على ورق، بل هي سِجل لتاريخ ومسيرة وطن، فالصحافة تنشر الأحداث وتتكلم عن المناسبات، ومن يريد قراءة تاريخ بلاده ليلجأ إلى صحافة الأمس، ففيها شواهد من الأحداث والوقائع من حكايات وتحليلات وصور، وبها يستضيء الإنسان بتاريخ بلاده المجيد والأقلام التي شاركت في سرده، وهي مدرسة ومنهج وإضاءة إعلامية يستند إليها كل من أراد أن يرتقي نهج القلم ويعتلي منبر الصحافة.
من يتصفح سجل الصحافة البحرينية ينبهر بهذا الإرث الفكري والثقافي والتاريخي العريق في ذاكرة البحرين الوطنية، والذي خلده الأفذاذ من رواد الفكر والأدب والثقافة، والذي بدأ مع صحيفة البحرين في 1939م، في هذا السجل نطلع على كتابات لكوكبة من الكتاب بهذه الجريدة وجرائد أخرى صدرت، ما يؤكد إصرار الرواد على مواصلة العمل والجهد مهما كان مضنيا.
وما بين الأمس واليوم تبقى الصحافة تُقدم نموذجا إعلاميا أفضل من غيرها، نموذجا يهدف إلى تنمية الوعي الوطني والإنساني للفرد وتحقيق تطلعات وآمال أفراد المجتمع، وتساهم في تعظيم حالة الاستقرار وزيادة فرص النمو والتقدم المجتمعي، وتكون قادرة على أن تعكس الصورة الحقيقية للمجتمع ومشاكله برؤية منفتحة ونقل ذلك بموضوعية ومهنية لتحسين المجتمع، والعمل على إرساء قِيم ومبادئ إيجابية تؤدي إلى البناء المجتمعي الإيجابي والحفاظ على هويته القومية.
إن الصحافة الإيجابية باتت ضرورة، فمن شأنها أن تؤدي دور الضابط المجتمعي في ظل تزايد الأزمات المتنوعة، فلنطلع على الصحافة لنعيد قراءة تاريخنا الوطني، فتلك السجلات المكتوبة والمصورة تتحدث عن مسيرة وطن وشعب، فهي جزء من تاريخنا الوطني المجيد.