العدد 4912
الأحد 27 مارس 2022
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
أسباب كارثة إيطاليا التاريخية (1-2)
الأحد 27 مارس 2022

أكبر المفاجآت المدوّية وأكثرها صدمة قد وقعت فعليا بخروج إيطاليا رسميا من سباق التأهل لكأس العالم 2022 بعد سقوطها أمام مقدونيا الشمالية..لتصبح هذه الكارثة هي الأولى لإيطاليا في تاريخها بأن تعجز عن اللعب في بطولة كأس العالم لبطولتين متتاليتين وذلك بعد إخفاقها في التأهل لكأس العالم الأخيرة في روسيا!
وقد تناول الإعلام الإيطالي سيلا كبيرا من الانتقادات وعبر بعد المباراة عن سخطه الكبير جراء عجز الآزوري في التأهل لكأس العالم، إذ نسبت بعض الصحف مسؤولية هذا الإخفاق للمدرب روبرتو مانشيني؛ بسبب سوء اختياراته للتشكيل الأساسي، بينما شنت صحف أخرى حربا لاذعة على بعض اللاعبين واعتبرت أن تخاذلهم داخل الملعب هو السبب في انحناء إيطاليا أمام مقدونيا، بيد أنه في حقيقة الأمر تبدو معطيات الإخفاق أكبر من كونها خطأ مدرب أو قصور من بعض اللاعبين داخل الملعب، فالموضوع أكبر من ذلك بكثير، فلابد أن نعترف أن إيطاليا كانت ومازالت تعاني من خلل كبير في منظومة كرة القدم برمّتها منذ سنوات طويلة ولم تعمل أبدا على محاولة تصحيحه وتداركه. واليوم هي فقط تجني نتاج هذا العمل الفاشل!
فإيطاليا كانت ترسم خططا وإستراتيجيات محددة وصحيحة أدت لنجاحها في الفوز بلقب كأس العالم 2006 وكانت مجدية آنذاك، ولكن طبيعة كرة القدم لا تقف عند نقطة معينة، بل إنها تتطور وتتغير مع مرور الوقت وهذا ما لم يعمل عليه القائمون على الكرة الإيطالية. فنحن هنا نتحدث عن واحدة من أكبر معاضل كرة القدم وأكثرها فشلا، وهي العمل بعقلية متحجرة لم تعد قادرة على مواكبة عصر التغيير والسرعة التي تطرأ على إستراتيجيات ومنهجيات كرة القدم الحديثة. وفي مقالنا القادم بإذن الله سنتناول فيه تفصيليا أبرز ما تعانيه الكرة الإيطالية والذي أوصلها لهذا الحال الأليم!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .