العدد 4847
الجمعة 21 يناير 2022
banner
بعيداً عن أية مجاملة
الجمعة 21 يناير 2022

لم يعد هذا زمن الاتكالية، أو الاعتماد على الفرد أو الدولة، هذا زمن لا يسلك فيه إلا الشخص العصامي، الذي يشق لنفسه طريقا، وسط كل مصاعب الحياة، المرة والمنهكة.
وأقرأ بإعجاب قصص المليارديرات الذين بدأوا تكوين ثرواتهم في كراج البيت، فكرة عبقرية حولها شاب مغامر، من حلم إلى واقع ملموس، لتصبح بعدها كالدجاجة التي لا تدر إلا بيضا من ذهب، وهو جالس بتراخ على كرسي مكتبه.
منهم مؤسس “فيس بوك”، و”سناب شات”، و”تويتر”، و”إنستغرام”، و”غوغل”، و”أوبر”، وغيرهم كثيرون ممن ألهموا العالم بمقدرة العقل البشري على صنع المستحيل، ونقل العائلة من قاع المجتمع اقتصاديا، إلى قمته.
في المقابل، لا يزال البعض في المجتمعات العربية يجهل كيفية تربية الأولاد، وغرس مبادئ الاعتماد على النفس بهم، حتى دخولهم الجامعة، وهنا تكمن الطامة الكبرى.
فليس مستغرباً أن ترى الأم وهي تقوم بترتيب سرير ابنتها البالغة، أو الأب وهو يتعنى لأخذ إجازة من عمله ليؤمن ويسجل سيارة ابنه النائم بسريره.
وفي النهاية، يندبون الحظ بأن ابنهم لم يصبح طياراً، أو طبيباً، أو معيداً بالجامعة، متسائلين عن الأسباب والمسببات، والتي قد يحملون الدولة مسؤوليتها، في حين أنهم أساس كل المصائب، وقصص الفشل للأولاد.
الغرب ليسوا أفضل منا وهذه حقيقة، لكننا بحاجة لأن نفتح أعيننا على الآخر، لنعرف ما لنا وما علينا، وأن نميز كيف تبدأ قصص النجاح وكيف تنتهي، أولها الاستثمار في تربية الأولاد. ودمتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .