العدد 4837
الثلاثاء 11 يناير 2022
banner
35 عاماً بين الكتب
الثلاثاء 11 يناير 2022

في عام 1985 أصدر الدكتور نبيل فاروق “أيقونة الروايات البوليسية العربية” روايته الأولى “الاختفاء الغامض”، والتي تحكي قصة اختفاء عالم مصري من فندق بقلب باريس، بعدها توالى إبداعه بتقديم عشرات الروايات التي تتحدث عن ضابط المخابرات المصري أدهم صبري بسلسلة روايات “رجل المستحيل”، والذي كسر بشجاعته وبسالته أنوف أجهزة المخابرات في العالم، والمنظمات الجاسوسية والإرهابية، وكل من يعادي مصر والأمة العربية.
وقال فاروق رحمه الله ذات مرة إنه أراد أن يصنع شخصية مخابراتية عربية على غرار جيمس بوند ضابط المخابرات البريطاني، لكن بصفات وخلق الرجل المسلم، لتكون ملهمة وقدوة للشباب العربي، وكان ذلك بالفعل، ففي الوقت الذي يتجرع به بوند الخمر بأغلب مشاهد الفيلم، ويقيم العلاقات الحميمة مع هذه وتلك، كان أدهم صبري مثالاً للشاب العربي النبيل، الخلوق، الشهم، الذي لا يضرب النساء، ولا يقتل الأعزل، مهما فعل هذا الأعزل.
بعدها أصدر فاروق سلسلة روايات لا تقل أهمية عن “رجل المستحيل” وهي سلسلة “ملف المستقبل” التي تتحدث عن فريق المخابرات العلمية المصرية، والذي يقوده الضابط نور، بمرحلة في المستقبل البعيد، حيث واجه هذا الفريق مخلوقات الفضاء الذكية، ودخل في صراعات كونية لم أقرأ لها مثيلا حتى بأعظم أفلام هوليوود. وأصدر بعدها فاروق سلسلة “كوكتيل 2000” التي تحوي مجموعات قصصية فريدة وممتعة، ثم سلسلة “فارس الأندلس” التي تتحدث عن الفترة الأخيرة لسقوط الأندلس وسط أحداث روائية مشوقة، وتوالت سلاسل فاروق الإبداعية واحدة تلو الأخرى.
ثم فسحت المؤسسة العربية الحديثة التي تطبع روايات فاروق المجال لكاتب شاب اسمه أحمد خالد توفيق، والذي تميز بأدب الرعب، بسلسلة “ما وراء الطبيعة” التي حولت أخيرا لمسلسل بشبكة نتفليكس، بموسم واحد، حقق مشاهدات عالمية غير مسبوقة.
هذه التجارب وغيرها، تؤكد أمرين لا ثالث لهما، الأول مقدرة العقل العربي على أن يحقق المستحيل متى ما وجدت الرغبة بذلك، والثاني أهمية القراءة البالغة في تنمية العقل وبناء الشخصية وإطلاق المواهب، وصناعة القادة، وتحقيق النضج المبكر.
35 عاماً وأنا أقرأ لفاروق وتوفيق وأجاثا كريستي وأمين معلوف ومحمد شكري وأورهان باموق وهاروكي موراكامي ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وغيرهم، ومازلت أشعر بأنني في بداية الطريق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية