+A
A-

موسكو تنتقد تحركات الناتو.. وتتهم أوكرانيا بالاستفزاز

في تصاعد للاتهامات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا والحلف الأطلسي، جددت القوات الروسية، اليوم الجمعة، انتقادها للتعزيزات العسكرية الأطلسية على حدودها.

وقالت قيادة المنطقة العسكرية الروسية الجنوبية، بحسب ما أفادت وكالة "نوفوستي"، إن تعزيز الناتو لإمكاناته العسكرية بالقرب من حدود روسيا واحتمال تفاقم الصراع شرق أوكرانيا، تشكل تهديدات رئيسية للأمن في جنوب البلاد.

كما أضاف قائد المنطقة الجنوبية، ألكسندر دفورنيكوف، أن " بلاده تركز جهودها من أجل الحفاظ على الجاهزية القتالية جنوبا بما يضمن حماية مصالحها وأمن المنطقة.

بدوره، انتقد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف التحركات الأوكرانية بحرا، معتبرا أن إرسال سفينة حربية أوكرانية إلى مضيق كيرتش مؤخرا يظهر مرة أخرى مدى الضرر والخطر المحتمل نتيجة مثل هذه الاستفزازات.

تحذير من الناتو

في المقابل، جدد حلف الناتو اليوم موقفه الداعم لأوكرانيا. وقال الأمين العام ينس ستولتنبرغ بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ووزير الدفاع فلورنس بارلي في باريس، إن الحلف يدعم بقوة عضوية كييف.

كما حذر روسيا من غزو أوكرانيا، مطالبا إياها بوقف التصعيد وانتهاج الحل الدبلوماسي.

فشل وقف النار

وكان البلدان تبادلا مساء أمس اللوم بعد انهيار مسعى للاتفاق على وقف إطلاق نار جديد في شرق أوكرانيا، مع تصاعد التوتر بفعل استمرار تعزيزات القوات الروسية قرب الحدود.

واتهمت كييف موسكو برفض سلسلة من الاقتراحات، تشمل تبادلا للسجناء، وإعادة فتح نقاط تفتيش وتوسيع نطاق مراكز اتصالات مشتركة. وذكر بيان للوفد الأوكراني في مجموعة الاتصال الثلاثية التي تشمل كذلك روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا "أن روسيا رفضت للأسف كافة مبادرات الجانب الأوكراني استنادا إلى ذرائع مفتعلة".

فيما اعتبرت روسيا أن كييف قدمت اقتراحات "غير معقولة بالمرة"، مشيرة إلى اقتراح بضم ألمانيا وفرنسا إلى المركز المشترك للتحكم والتنسيق، وهي مجموعة مكلفة بتطبيق اتفاقيات وقف إطلاق النار.

من جهتها، لم تصدر منظمة الأمن والتعاون أي تعليق.

خلاف مزمن وشكوك

يذكر أن الولايات المتحدة، والأوروبيين، عمدوا خلال الأسابيع الماضية إلى اتهام موسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، ما نفاه الروس مراراً.

إلا أن القضية الأوكرانية لطالما كانت حساسة بالنسبة إلى الكرملين، فخلال الفترة الماضية أبدى امتعاضه من نشر كييف طائرات مسيرة (تركية) قرب الحدود، كما انتقد مرارا محاولات أوكرانيا الانضمام إلى الناتو.

ويأخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على الغربيين عدم الوفاء بوعد قطعوه في نهاية الحرب الباردة بعدم توسيع الحلف شرقاً.

إلى ذلك، لا يزال "جرح القرم" محفورا في قلب كييف، بعد أن أطاحت انتفاضة شعبية في أوكرانيا بالنظام المدعوم من موسكو عام 2014. لتعمد موسكو إثر ذلك، إلى ضم شبه جزيرة القرم.

فيما لا تزال القوات الأوكرانية تتواجه مع انفصاليين مدعومين من روسيا في شرق البلاد، بعد أن أدى هذا النزاع إلى مقتل 13 ألف شخص.