+A
A-

الشاعر المالود: الكتابة هي حصيلة ما يدّخره الإنسان من معارف وعلوم

عشق عالم الأدب والشعر منذ مراهقته ولم يكتفي بذلك، ولكنه سعى وأبحر به بقصائده وكتاباته الجميلة وعلى هذا الجمال سطر الكاتب و الشاعر طلال المالود ديوان شعري "أحبك اليوم.. وكل يوم "، وبمناسبة حفل تدشينه للديوان كان لنا حوار معه لنتعرف عليه أكثر وعن مسيرته في عالم الكتابة الشعرية.


كيف كانت بدايتك في كتابة الشعر؟
كانت بدايتي في المرحلة الثانوية. فقد كنت أحب الشعر وأقرأه كثيراً، وأحاول اقتناء دواوين الشعر، وكتب الأدب ما استطعت إلى ذلك سبيلاً. ثم تعلمت بحور الشعر وعروضه على يد صديقي الدكتور فواز الشروقي، الذي كان يكتب الشعر حينها. ثم بدأت محاولاتي في كتابة الشعر كما ينبغي أن تكون، موزونة ومقفاة، بشكل مبسط، وأبيات معدودة، إلى أن تمكنت من أدواتها، وبدأت أكتب وأجرب، ولا أزال.


ما نوع الشعر المفضل لديك؟
أفضّل الغزل والشعر العاطفي على غيره من أنواع وأغراض الشعر، إذ يكون مفعماً بالمشاعر، مرهفاً، وممتلئاً بالصور الجميلة الإبداعية التي تمس القلوب وتأخذ الألباب. فالشاعر الذي يكتب الغزل يحاول أن يوصل أكبر كم من مشاعره وأحاسيسه، ويبالغ في إبداعه وتصوير حبه وشوقه وتعلقه، ويبذل في سبيل ذلك كل ما يملك من قدرات لغوية وفصاحة وحس مرهف.


ما هي طقوسك في كتابة الشعر؟
أكتب كلما أحسست بالنص يتدفق وينساب مع الأفكار والمعاني التي تشغلني. ليست لدي طقوس خاصة بالكتابة، ولكنني أسجل الأفكار والكلمات التي تلمع في خيالي، أينما كنت، وكيفما كنت. قد تكون بداية القصيدة كلمة، أو جملة، تأتي تباعاً، أو يكون بينها وقت يطول أو يقصر. قد يكون الطقس الوحيد الذي تتطلبه الكتابة عموماً الهدوء والسكينة.


كيف كانت التجربة الأولى في إصدار أول كتاب؟
التجربة ممتعة جداً، منذ بداية الفكرة، مروراً باختيار النصوص، وتنقيحها، وتصميم الديوان، وانتهاءً بالطباعة. الجزء المهم، ولعله الأصعب، هو في التأكد من أن محتوى الإصدار يمثلني، ويقدم فكرة، ومعنى، ويسهم في نشر ثقافة ترتقي بمن يقرأ نصوصي. تجربة مثيرة، أتوق لتكرارها في المستقبل القريب إن شاء الله.


ديوان "أحبكِ اليوم وكل يوم".. لماذا اخترت هذا العنوان؟
كانت هناك عدة خيارات لعنوان الديوان، وكل منها يتناول جانباً من النصوص التي يحتويها. ولأن الديوان يتناول معاني الحب والمشاعر في نصوصه، كان اختيار هذا العنوان ليكون جامعاً لكل ما احتواه، بالإضافة إلى أنه جزء من أحد نصوص الديوان.


قراءتك للمشهد الثقافي في مملكة البحرين؟
المشهد الثقافي في مملكة البحرين يتسم بالحركة الدؤوبة، والمشاكسة في أحيان كثيرة. البحرين بلد عريق، والثقافة فيه قديمة، وجمالها في جوانبها المتنوعة، وتيارات الثقافة المختلفة، والتي لها جمهورها وأنصارها ومتذوقوها. المهم أن يبقى الاختلاف صحياً، ورافداً مستمراً للمزيد من الأنشطة والفعاليات الفاعلة في المشهد الثقافي، ولكل الحق في أن ينهل من أيها شاء.


أي الأشخاص كان له تأثير في اتجاهك لكتابة الشعر؟
كل من كان مختلفاً، وأتى بالجديد، والمبهر، يحفزني ويحرضني على كتابة الشعر، ويشجعني على أن أبذل جهداً مضاعفاً لتقديم المختلف والمميز. من شعراء القديم: أبو الطيب المتنبي، وعمر بن أبي ربيعة، وأبو نواس. ومن العصر الحديث: نزار قباني. هؤلاء يبهرونني ويشحذون همتي في البحث عن الأفضل لكتابته، وعدم الرضا بالقليل.


ما هي نصيحتك لمن يريد الالتحاق بعالم الشعر والكتاب؟
من يريد أن يكتب، عليه أن يقرأ، ويقرأ، ويقرأ، في شتى المجالات. الكتابة هي حصيلة ما يدّخره الإنسان من معارف وعلوم يتلقاها في حياته، ومن السذاجة القول إن الكاتب لا يحتاج إلى القراءة في مجال كتابته. وبعد القراءة، يأتي الأسلوب والطريقة التي نقدم بها إنتاجنا، وتتطلب التجويد والإتقان، والعمل بحُبّ وشغف، حتى يصل ما نريده إلى من نريده