+A
A-

رئيس الجمارك: البحرين الأسرع في تخليص الشاحنات بالمنطقة

أكد رئيس الجمارك الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة، أن البحرين تعتبر الأسرع في تخليص الشاحنات عبر المنفذ البري بحسب شهادة العاملين في القطاع، وذلك بعد أن تجاوزت الجمارك الأهداف الموضوعة لها مع تقليص فترة انتظار الشاحنات في جسر الملك فهد لنحو 50 دقيقة فقط.
 وأشار رئيس الجمارك، خلال لقاء صحافي نظّمه مركز الاتصال الوطني، إلى أن إدارة شؤون الجمارك بدأت في هندسة الإجراءات، حيث تم تشكيل لجنة للتخليص الجمركي بأمر من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ممثلة من عدد من الجهات الرقابية مثل “نهرا” بوزارة الصحة وغيرها من الجهات.
 وأضاف بالقول إن الجمارك قامت بتوقيع اتفاقيات مستوى خدمة مع مختلف الجهات الرقابية حيث تناولت هذه الاتفاقيات الأزمنة لتخليص المعاملات وآليات العمل وكل الأمور المترتبة على العلاقة المشتركة مع الجمارك.
 كما وقعت الجمارك اتفاقيات مع شركات النقل السريع، وذلك على إثر زيادة حركة التجارة الإلكترونية، إذ تم استهداف تسريع إجراءات دخول البضائع وتسهيل دخولها للمستوردين سواء من المواطنين أو المقيمين.

الارتقاء بقطاع التخليص الجمركي
 وبيّن الشيخ أحمد أنه تم العمل في الفترة الأخيرة على الارتقاء بالتخليص الجمركي، حيث ركّزت الجمارك على عدد من العناصر الفاعلة في عملية التخليص الجمركي ومنهم المخلص الجمركي، معبّرًا عن فخره بتنظيم قطاع التخليص الجمركي، مشيدًا بمستوى وكفاءة المخلصين، حيث عملت الجمارك على إقامة الدورات والتواصل المستمر مع المخلصين وجمعية التخليص الجمركي حيث يعتبرون حلقة الوصل بين الموردين والمصدرين والجمارك، فمن خلال معرفتهم بالإجراءات يشاركون في نصح العملاء والشركات لتسهيل الإجراءات عليهم، كما أنهم يلعبون دورًا كبيرًا من خلال مقترحات التطوير فهم لعبوا دورًا كبيرًا في الإنجازات التي حققتها الجمارك.

انخفاض زمن تخليص الشاحنات
 وعرّج رئيس الجمارك على ما تحقق من إنجازات، ومنها تقليص فترة انتظار الشاحنات عبر جسر الملك فهد، وذلك بفضل عدد من الإجراءات التي بدأتها الجمارك، حيث نجحت في تحقيق الهدف الموضوع من قبل مجلس الوزراء وهو تقليص فترة الانتظار من نحو 700 دقيقة إلى 60 دقيقة، بل حققت الجمارك ما هو أكبر من الهدف، وذلك بتقليص الوقت إلى 52 دقيقة للزمن المستغرق لتخليص الشحنات، وهو زمن يضاهي المنافذ البرية المشابهة. وأشار الشيخ أحمد إلى جملة من العوامل التي ساعدت على تحقيق الأهداف الموضوعة ومنها مبادرة “دربك خضر” والتي أطلقت قبل عامين والتي تم بموجبها البدء بإجراءات التخليص المسبق للشاحنات، حيث يتم إدخال بيانات الشاحنات والبضائع قبل وصولها إلى البحرين، وتم التعامل مع هذه الشاحنات عبر “الإفساح المباشر”، أو أن يتم تمريرها من خلال أجهزة الأشعة والتي تستغرق قرابة خمس دقائق، أو يتم تحويلها إلى منطقة التفتيش إذا دعت الحاجة. وأشار الشيخ أحمد إلى أن هناك أسبابًا كثيرة كانت وراء الخفض، وبفضل تعاون مختلف الجهات.

60 % من حركة البضائع للشركات الكبرى
وتطرّق رئيس الجمارك، إلى العلاقة مع الشركات الكبرى والتي تمثل 60 % من حركة الواردات والصادرات، حيث هدفت الجمارك إلى تطوير الخدمات المقدمة لهذه الشركات من خلال إطلاق “المشغل الاقتصادي” والذي يتم اعتماده بناءً على قيم الواردات أو الصادرات وعدد من العوامل الأخرى، إذ يترتّب حصول الشركة على صفة “مشغل الاقتصادي” التعامل بثقة مع هذه الشركات ويعطيها امتيازات في عملية التصدير وعمليات الدفع، مما يسهّل مهنة موظفي وضباط شؤون الجمارك ويجعلهم يركزون جهدهم على الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.
 وأوضح الشيخ أحمد أن مملكة البحرين قامت بالتوقيع على اتفاقية مع المملكة العربية السعودية تتعلق بالاعتراف المتبادل بالمشغل الاقتصادي، وعليه تم خفض زمن تخليص الشاحنات لساعتين فقط من لحظة الوصول إلى جزيرة الإجراءات والخروج إلى المملكة العربية السعودية.

 



تجربة شركة صلب
 وأشار إلى تجربة شركة “صلب” في هذا السياق، حيث إن معظم صادراتها عبر جسر الملك فهد، وكانت تستغرق الشاحنات في السابق 12 ساعة لتخليص إجراءاتها، ولكن بعد دخولها ضمن خدمة “مشغل اقتصادي” انخفض وقت التخليص إلى 120 دقيقة فقط كما تضاعف عدد الشاحنات التي تنقلها من 60 شاحنة إلى 120 شاحنة مما رفع حجم الصادرات، وهو أحد الأمثلة عن مساهمة الجمارك وتعاونها مع الشركات للمساعدة في تحقيق النمو الاقتصادي.
وبخصوص ما إذا كانت الجمارك تحقق وقت أقل لتخليص الشاحنات، أشار الشيخ أحمد إلى أن شؤون الجمارك حققت أرقاما تتجاوز الأهداف.
 وأشار إلى أن تخليص الشاحنات الفارغة لا تستغرق أكثر من 10 دقائق وهو هدف متحقق قبل البت في تنفيذ خطة تسريع التلخيص، كما تم اعتبار الشحنات التي تنقل من المطار إلى جسر الملك فهد، دائرة جمركية واحدة، وتم وضع هدف 25 دقيقة لإنهاء الإجراءات، ولكن تم تجاوز الهدف الموضوع حيث يتم تخليصها في 15 دقيقة فقط.
وبين أن الإشكالية الوحيدة التي يتطلب من الجمارك التعامل معها بشكل أكبر هي الشاحنات المتنوعة البضائع، حيث ترتبط بعضها بالحصول على الموافقات أو تسديد الضريبة، ونجحت الجمارك في تجاوز الهدف الموضوع لها من قبل مجلس الوزراء.
وبخصوص المرحلة المقبلة، أوضح أنها تتركز المحافظة على الأداء والأرقام الإيجابية، مشيرًا إلى أنه بشهادة سائقي الشاحنات فإن منفذ البحرين يعتبر الأسرع في المنطقة.

استراتيجية جديدة واستخدام “البلوكشين”
 وبين رئيس الجمارك أن استراتيجية الجمارك للأعوام 2021 إلى 2024 تقوم على عدد من المحاور منها الانسجام مع رؤية البحرين 2030 وبرنامج العمل الحكومي وسياسات منظمة الجمارك، وتعزيز المكتسبات المحققة والدخول في أي مجالات جديدة.
وأضاف أنه من مشاريع الجمارك تحديث نظام “أفق” مع استخدام الذكاء الاصطناعي والبلوكشين، إذ رسى عقد التطوير على شركة سنغافورية.
كما تطرّق إلى خطط تطوير فكرة “كلاب الأثر” K9 فقد أثبتت نجاحها في اكتشاف المواد الممنوعة والمخدرات والمتفجرات، وكذلك تدريب الكلاب على العملات النقدية.
 كما أفاد بأن الجمارك تعتزم إطلاق المرحلة الثانية من تدريب منتسبي الجمارك، والاستمرار في توقيع اتفاقيات مستويات الخدمة مع الجهات الرسمية، إلى جانب تطوير الأنظمة الإلكترونية. وتحدث رئيس الجمارك عن تطبيق “سراج” والذي تم تطويره بكفاءات داخلية، وهو يوفر لجميع المتعاملين من الموظفين والمخلصين وغيرهم، القوانين والمواد الممنوعة والإجراءات والتواصل في أي تعديل في الإجراءات. وعبّر الشيخ أحمد عن فخره في تمكن جميع إدارات الجمارك من الحصول على شهادة “الأيزو”.

رئاسة منظمة الجمارك
وبخصوص فوز البحرين برئاسة منظمة الجمارك العالمية، أشار الشيخ أحمد إلى أنه من خلال موقعه في الرئاسة يعمل على استحداث قنوات دخل جديدة للمنظمة العالمية التي تعتمد على اشتراكات الأعضاء منذ تأسيسها قبل 50 عامًا، وذلك من خلال قنوات دخل جديدة مثل منصة إلكترونية توفر معلومات مسبقة للتصدير والاستيراد بين الدول مقابل رسوم بسيطة.