لا مشروعات معلقة في “الجنوبية” وهيبة المجالس رهن استقلاليتها
التميمي: تبعية المجالس البلدية لوزير “البلديات” تقيد صلاحياتها
أكد رئيس مجلس بلدي المنطقة الجنوبية بدر التميمي أهمية استعادة المجالس البلدية استقلاليتها، وإخراجها من تحت مظلة الوزير المختص بشؤون البلديات، وإلحاق تبعيتها بالوزير المختص بشؤون مجلسي الشورى والنواب، بما يعين المجالس على أداء أدوارها الخدمية والرقابية بشكل أفضل. ولفت في حواره مع “البلاد” إلى أن المحافظة الجنوبية لا تعاني من وجود مشروعات معلقة، وأنها تشهد مجموعة واسعة من المشروعات التي ترفع من جاذبيتها السياحية والترفيهية للمواطنين والمقيمين والزوار. وفيما يلي نص الحوار:
ما الذي ينتظر المحافظة الجنوبية من مشروعات في الدور الحالي من الفصل التشريعي الخامس؟
الدور الرابع والأخير عادة ما يكون دور حصاد، وهناك العديد من المشروعات الخدمية الحيوية التي من المؤمل أن تشهدها المحافظة في مختلف القطاعات.
المجلس الحالي لم يكن محظوظاً لتزامنه مع جائحة كورونا كوفيد 19 وما خلفته من تبعات أدت إلى تأجيل العديد من المشروعات، وتوجيه الموازنات لصالح مواجهة الظرف الصحي الاستثنائي، ولكن مع ذلك، فإن المجلس لم يتوقف عن اقتراح المشروعات ورفع المقترحات.
العمل البلدي بطبيعته هو عمل ميداني ويتطلب توفير موازنات كبيرة، ولذلك كان شح الميزانية وتوجيهها نحو مواجهة الظرف الصحي القائم سبباً رئيساً في تأجيل تنفيذ المشروعات المقررة.
للمجلس أيضا دوره الرقابي والذي لا يتطلب توفير موازنات، كيف مارس المجلس دوره في هذا الجانب في الفترة الماضية؟
عمد المجلس إلى توجيه العديد من الأسئلة لمختلف الجهات ذات العلاقة بالقطاع الخدماتي، حيث شملت مهام الرقابة مجموعة واسعة من المرافق والممتلكات كالمستشفيات والمدارس ودور العبادة والأسواق وغيرها.
كما كثف العمل جهده في مناقشة ودراسة الطلبات المتعلقة بتصنيف العقارات.
كيف تقيم مدى تجاوب وزير البلديات مع مقترحات وتوصيات المجلس؟
الوزير شخص متعاون مع المجالس ويتجاوب مع كافة المراسلات، إلا أن المشكلة تكمن في ضعف اهتمام الجهات الخدمية الأخرى في الرد على توصيات المجلس ومقترحاته، مما يضطر الوزير إلى إرسال العديد من التذكيرات لهم للرد على المواضيع ذات الاختصاص.
نحن كمجالس بلدية نتطلع إلى احترامنا كمؤسسات يجب أن تؤخذ مواقفها بعين الاعتبار، لاسيما أنها أحد ثمار المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، وما للمجالس من دور مكمل لجهود مؤسسات الدولة المختلفة.
إن المجلس البلدي هو أقرب مؤسسة رسمية للمواطنين، وهو ما يجب أخذه في الاعتبار، إذ إن الاهتمام بمطالب ومقترحات وتوصيات المجلس يعكس اهتمام تلك الجهات بتطلعات الناس.
ما الدور الأبرز المتوقع أن تمارسه المجالس البلدية في الوقت الحاضر؟
المجالس البلدية هي قائمة بدورها بما تملكه من صلاحيات، وهي بحاجة إلى الدعم واستعادة هيبتها التي كانت تتمتع بها منذ بداية إطلاقها، حيث كانت تتمتع باستقلالها المالي والإداري.
كل عمل يمنح المزيد من الصلاحيات والمرونة سيكون له دور أكبر، فالمجالس اليوم مقيدة، والمطلوب لها أن تصبح مستقلة على غرار مجلس النواب، وأن يكون المسؤول عن المجالس هو وزير شؤون مجلسي النواب والشورى، وليس الوزير المختص بشؤون البلديات.
ما تقييمك لوتيرة العمل في المشروعات البلدية في المحافظة الجنوبية؟
الجنوبية محظوظة بسرعة إنجاز مشروعاتها، فلا يوجد لدى المحافظة مشروعات معلقة، فالجنوبية على موعد مع العديد من المشروعات المهمة كمشروع أكبر مركز معارض في المنطقة، والمركز الصحي في مدينة خليفة، ومشروع تطوير تقاطع شارع الشيخ جابر الصباح مع شارع ألبا، إلى جانب العديد من المشروعات التي يجري العمل على تنفيذها.
كيف ينظم مجلس بلدي الجنوبية شبكة علاقاته مع الجهات الأخرى؟
المجلس على تواصل مستمر مع بقية المجالس البلدية ومجلس أمانة العاصمة، كما يوجد تعاون وثيق في العديد من المواضيع على غرار مواضيع الكلاب الضالة والاشتراطات التنظيمية للتعمير في المناطق الإسكانية، والخروج برؤى موحدة بشأنها.
كما أن تواجد مجموعة من أعضاء المجالس البلدية في مجلس النواب أعطانا دافعا أكبر للإنجاز والدفع نحو تنفيذ المشروعات وتنسيق الجهود، فضلا عن كون رئيسة المجلس هي “بنت الجنوبية” ولا تتوانى في مد يد العون لخدمة تحقيق المشروعات وإنجازها. إن تعزيز علاقة التعاون بين النواب والبلديين وتبادل الأدوار بينهم، دائما ما يساهم في تسريع وتيرة الإنجاز، أما الخلافات بينهم لا تنتج سوى تعطيل المشروعات.
من جهة أخرى، المجلس يتعامل في علاقته مع الجهاز التنفيذي تعامل الأسرة الواحدة، التي إن اختلفت فيما بينها إلا أنها تحافظ على أسرارها داخل البيت. ومن ثمار هذا التعاون ولدت جائزة رئيس المجلس البلدي لأجمل حديقة منزلية، إلى جانب مشروع أجهزة أكياس القمامة الذي انطلق بالتعاون بين المجلس البلدي والجهاز التنفيذي.
المحافظة الجنوبية اليوم تزدهر بالعديد من المشروعات الترفيهية والسياحية، ما تقييمكم لهذا التحول، وتطلعاتكم نحو الارتقاء به؟
إن ما تشهده المحافظة اليوم من مشروعات هي نتاج الرؤية المستنيرة للحكومة برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حيث أصبحت المحافظة مركزاً لتنظيم العديد من الفعاليات الكبرى على غرار سباقات فورمولا 1، وسباق القدرة، ومعرض الطيران الدولي.
كما تضم المحافظة الجامعة الوطنية ومجموعة من أكبر الشركات الصناعية في البحرين، وموجوعة من المشروعات السياحية الترفيهية كساحل بلاج الجزائر الذي يشهد مشروعاً تطويرياً بإنشاء منتجعين كبيرين، ومحمية العرين، وجنة دلمون المفقودة وغيرها، فضلا عن مشروع الشارع الدائري الذي يصل الساحل الغربي بالشرقي مما يوفر شبكة مواصلات تساهم في دعم سلاسة الحركة المرورية في المحافظة.
ما رؤيتكم لتعزيز موقع الجنوبية على الخارطة السياحية لمملكة البحرين؟
الرهان على الأجيال الجديدة، حيث باتت المحافظة تشهد توافداً كبيراً من قبل المواطنين والمقيمين والزوار، على مختلف المناطق والفعاليات السياحية والترفيهية، دون أن يكون بعد المنطقة عن العاصمة حاجزاً أمام جاذبيتها للزوار.
الدور المهم المطلوب من جميع المؤسسات الرسمية في المحافظة هو العمل على زيادة جاذبية المحافظة وخلق مرافق وبيئة مشجعة على زيارتها.
وماذا عن رؤيتكم لتطوير السياحة في جزر حوار؟
مازالت جزر حوار غير مستغلة بالشكل الصحيح لجذب المواطنين والسياح لزيارتها، رغم ما تشهده من حركة سياحية جيدة خصوصاً أيام الإجازات. ومن المؤمل أن يكون لمشروع إنشاء المنتجعين والحديقة المائية في الجزر عن طريق شركة إدامة، دور مهم في تحفيز الجاذبية السياحية للجزر.