+A
A-

العالم يحتاجها الآن.. ضغوط على شركات لقاحات كورونا لمشاركة أبحاثها

يتزايد الضغط على شركات الأدوية الأميركية خاصة شركة مودرنا، التي طورت لقاحات كورونا بمساعدة أموال دافعي الضرائب، لمشاركة أبحاثها مع شركات الأدوية مع الدول الفقيرة، لمساعدتها في الحصول على المزيد من اللقاحات، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

وأكدت الصحيفة الأميركية أن مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة وفي الخارج يضغطون على الشركات المنتجة للقاحات لبذل المزيد لمعالجة النقص العالمي. 

ويصوغ تحالف من كبار مصنعي الأدوية واللقاحات في البلدان النامية حول العالم نداء إلى الرئيس الأميركي بايدن، يطلب منه الضغط على الشركات بشكل أكثر قوة لمشاركة الأبحاث والتقنيات المستخدمة في صنع لقاحات كورونا.

وحثت إدارة بايدن كل من شركتي فايزر ومودرنا على الدخول في مشاريع مشتركة مع شركات أدوية في بلدان أخرى، لتوفير اللقاحات للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وفقًا لما قاله مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية للصحيفة.

وأدت تلك المحادثات إلى اتفاق مع شركة فايز، من المتوقع الإعلان عنه يوم الأربعاء، لبيع الولايات المتحدة 500 مليون جرعة إضافية من لقاحها بسعر غير هادف للربح للتبرع بها، بدلاً من مشاركة أبحاثها.

وقال المسؤول إن المناقشات مع شركة مودرنا لم تكن مثمرة، وأعرب عن إحباطه العميق من الشركة.

كما واجهت منظمة الصحة العالمية مشكلة في المفاوضات مع شركة مودرنا بشأن هذه القضية، وفقًا للدكتور مارتن فريد، أحد العاملين في منظمة الصحة العالمية. 

وقال الدكتور فريد: "نود إجراء مناقشة مع شركة مودرنا حول ترخيص الملكية الفكرية الخاصة بهم، وهذا من شأنه أن يجعل الحياة أكثر بساطة، ولكن لم تنجح أي محاولة حتى الآن".

قمة أميركية

ومن المقرر أن يعقد بايدن على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قمة افتراضية حول كورونا، وسيدعو فيها رؤساء الدول ومديري شركات الأدوية والمجموعات الخيرية والمنظمات غير الحكومية على العمل معًا لتطعيم نحو 70 بالمائة من سكان العالم، وفقًا لمسودة وثيقة أرسلها البيت الأبيض إلى المشاركين في القمة.

ويتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مضاعفة الولايات المتحدة مشترياتها من لقاحات شركة فايزر للتبرع بمليار جرعة لقاح إلى العالم.

ووفقا لاثنين من كبار مسؤولي إدارة بايدن، واللذين تحدثا لوكالة أسوشيتد برس- شريطة عدم الكشف عن هويتيهما - فإن مشتريات الولايات المتحدة سترفع إجمالي التزامها بالتطعيم إلى أكثر من 1.1 مليار جرعة حتى العام 2022.

يذكر أن الولايات المتحدة قدمت 160 مليون جرعة على الأقل وزعت على أكثر من 100 دولة، وهو ما يتجاوز عدد اللقاحات التي تبرعات بها بقية دول العالم مجتمعة.

ويرى محللون أنه يجب على شركة مودرنا مشاركة أبحاثها، لأنها  تعتمد جزئيا على التكنولوجيا التي طورتها المعاهد الوطنية للصحة، كمان أن الحكومة الفيدرالية ساهمت فيها بـ2.5 مليار دولار كجزء من مبادرة "Warp Speed".

وقالت المتحدثة باسم موديرنا، كولين هوسي،  إن الشركة وافقت على مشاركة أبحاثها ولكن في فترة ما بعد الوباء. لكن المدافعين عن حقوق الإنسان يقولون إن العالم يحتاج إلى الأبحاث الآن وليس بعد انتهاء الوباء.

مشاركة الأبحاث هي خطوة أولى حيوية، إلا أنها ليست كافية بحد ذاتها للسماح بالإعداد السريع والفعال للقاحات التي تعتمد على الحمض النووي الريبي "mRNA"، وفقا لآلان الصالحاني، خبير اللقاحات لدى أطباء بلا حدود.

وقال: "أنت بحاجة إلى كيان ما ليشاركك العملية كلها، لأنها تقنية جديدة. إحدى المشاكل التي نواجهها هي أن المؤلفات العلمية حول تصنيع اللقاحات التي تعتمد على تقنية "mRNA" ضئيلة للغاية. هذا هو السبب في أن الأمر لا يتعلق فقط بالأبحاث بل يتعلق بنقل التقنية كلها".

من جانبها، ذكرت شركة فايزر أنها وقعت اتفقا مع شركة الأدوية الجنوب أفريقية "Biovac"، لتصنيع اللقاحات للقارة الأفريقية، لكن دور شركة "Biovac" سيكون فقط تعبئة اللقاح، وهو الأمر الذي لا يتطلب مشاركة الأبحاث أو التقنيات.