+A
A-

الهيتي لـ “البلاد”: صيام يوم العيد وأيام التشريق حرام

يدور‭ ‬جدل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وعلى‭ ‬“غوغل”‭ ‬من‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المتسائلين‭ ‬عن‭ ‬حكم‭ ‬الصيام‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬فهناك‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يخالف‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الحكم‭ ‬الصحيح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الصيام‭.‬

وللرد‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متداول‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬جدل‭ ‬عن‭ ‬حكم‭ ‬الصيام،‭ ‬كان‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد“‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬الجدلي،‭ ‬لأستاذ‭ ‬الفقه‭ ‬المقارن‭ ‬والقضايا‭ ‬الفقهية‭ ‬المقارنة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬الشريعة‭ ‬والدراسات‭ ‬الإسلامية،‭ ‬عبدالستار‭ ‬الهيتي،‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭: ‬لقد‭ ‬نهى‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬عن‭ ‬صيام‭ ‬5‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ذي‭ ‬الحجة،‭ ‬وهي‭ ‬يوما‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬و3‭ ‬أيام‭ ‬التشريق،‭ ‬مضيفا‭ ‬“لقد‭ ‬اختلف‭ ‬الفقهاء‭ ‬المسلمون‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬التشريق،‭ ‬هل‭ ‬للكراهية‭ ‬أم‭ ‬للتحريم،‭ ‬وذلك‭ ‬لانشغال‭ ‬الحجاج‭ ‬بمهام‭ ‬كثيرة‭ ‬وعبادات‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬قيامهم‭ ‬بفريضة‭ ‬الحج‭ ‬وطقوسها‭ ‬الخاصة”‭.‬

وأشار‭ ‬الهيتي‭ ‬“أما‭ ‬لغير‭ ‬من‭ ‬يؤدون‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬فقيل‭ ‬إنها‭ ‬على‭ ‬الكراهية”،‭ ‬مردفا‭ ‬“أميل‭ ‬أنا‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬محرمة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬المحرم‭ ‬وغير‭ ‬المحرم،‭ ‬لقول‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم‭: (‬أيام‭ ‬التشريق‭ ‬أيام‭ ‬أكل‭ ‬وشرب‭)‬،‭ ‬ولأجله‭ ‬فأول‭ ‬أيام‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬هو‭ ‬يوم‭ ‬النحر،‭ ‬وتلحقه‭ ‬أيام‭ ‬التشريق‭ ‬الثلاثة‭ ‬وسميت‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬بهذا‭ ‬الاسم‭ ‬كون‭ ‬الناس‭ ‬ينشرون‭ ‬اللحم،‭ ‬ويشرقونه‭ ‬في‭ ‬الشمس،‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يتعفن‭ ‬حين‭ ‬يدخرونه،‭ ‬وهي‭ ‬وقت‭ ‬ذكر،‭ ‬وأكل،‭ ‬وشرب،‭ ‬وليست‭ ‬وقت‭ ‬صيام،‭ ‬فلا‭ ‬يصوم‭ ‬المسلم‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬لأنه‭ ‬يحرم‭ ‬الصيام‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬لأنه‭ ‬يخالف‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ولا‭ ‬أيام‭ ‬التشريق”‭.‬

ولفت‭ ‬الهيتي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللبس‭ ‬في‭ ‬المعلومة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬جاء‭ ‬بسبب‭ ‬الخطأ‭ ‬في‭ ‬النقل،‭ ‬لأنه‭ ‬ورد‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬النبي‭ (‬ص‭)‬،‭ ‬فنبينا‭ ‬الكريم‭ ‬كان‭ ‬يصوم‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬الحجة‭ ‬لأنه‭ ‬سنة‭ ‬مؤكدة‭ ‬ولم‭ ‬يتركه‭ ‬رسولنا‭ ‬الكريم‭ ‬أبدا‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حجة‭ ‬الوداع،‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬الأول‭ ‬وحتى‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬الحجة‭ ‬فقد‭ ‬ورد‭ ‬فيها‭ ‬حديث‭ ‬ضعيف‭ ‬بصيامها‭ ‬وكان‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬السيدة‭ ‬حفصة‭ ‬زوجة‭ ‬النبي‭ (‬ص‭) ‬والحديث‭ ‬هو‭ (‬كان‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬يصوم‭ ‬9‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬الحجة،‭ ‬أو‭ ‬رأيته‭ ‬يصومها‭)‬،‭ ‬وهذ‭ ‬الحديث‭ ‬سنده‭ ‬ضعيف،‭ ‬لذلك‭ ‬قال‭ ‬بعض‭ ‬الفقهاء،‭ ‬إما‭ ‬على‭ ‬الندب‭ ‬أو‭ ‬الاستحباب‭ ‬باعتبارها‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الصالحة‭ ‬التي‭ ‬قال‭ ‬عنها‭ ‬رسولنا‭ ‬الكريم‭: ‬ما‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬العمل‭ ‬الصالح‭ ‬فيها‭ ‬أحب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬العشر،‭ ‬فقالوا‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الصالح،‭ ‬وعموم‭ ‬الحديث‭ ‬يشمل‭ ‬الصيام‭ ‬وبقية‭ ‬العبادات‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬القرآن‭ ‬والتسبيح‭ ‬والذكر‭ ‬والاستغفار‭ ‬والتكبير‭ ‬والدعاء‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الصالحة‭ ‬التي‭ ‬تقربنا‭ ‬إلى‭ ‬الله”‭.‬

وأضاف‭ ‬الهيتي‭ ‬“هناك‭ ‬خلط‭ ‬يحصل‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬بأنها‭ ‬سنة‭ ‬مؤكدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخلط‭ ‬بين‭ ‬صيام‭ ‬يوم‭ ‬الـ‭ ‬9‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬الحجة‭ ‬والأيام‭ ‬الـ‭ ‬8‭ ‬التي‭ ‬قبله‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬الحجة‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم‭ ‬الثامن‭ ‬منه،‭ ‬وهو‭ ‬الاستحباب‭ ‬المطلق‭ ‬بأن‭ ‬يصوم‭ ‬الفرد‭ ‬أو‭ ‬يتصدق‭ ‬أو‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الأعمال،‭ ‬إذ‭ ‬يختار‭ ‬الشخص‭ ‬ما‭ ‬يناسبه‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬فرضا،‭ ‬أما‭ ‬صيام‭ ‬اليوم‭ ‬التاسع‭ ‬فهو‭ ‬سنة‭ ‬ومعروفة‭ ‬لم‭ ‬يتركها‭ ‬رسولنا‭ ‬الكريم”‭.‬

وأوضح‭ ‬أستاذ‭ ‬الفقه‭ ‬والفقه‭ ‬المعاصر‭ ‬أن‭ ‬الروايات‭ ‬الدالة‭ ‬على‭ ‬استحباب‭ ‬صيام‭ ‬6‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬شوال‭ ‬هي‭ ‬غير‭ ‬نقية‭ ‬السند‭.‬

وقال‭ ‬أستاذ‭ ‬الفقه‭ ‬المقارن‭: ‬ولأجله‭ ‬يحرم‭ ‬على‭ ‬المسلم‭ ‬صيام‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬للحديث‭ ‬“نهى‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬عن‭ ‬صومِ‭ ‬يومِ‭ ‬الفطرِ‭ ‬والنحرِ”،‭ ‬كما‭ ‬يحرم‭ ‬عليه‭ ‬صيام‭ ‬أيام‭ ‬التشريق‭ ‬الثلاثة‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬بعد‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬رأسًا،‭ ‬وهي‭ ‬أيام‭ ‬الحادي‭ ‬عشر،‭ ‬والثاني‭ ‬عشر،‭ ‬والثالث‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ذي‭ ‬الحجة‭.‬