العدد 4653
الأحد 11 يوليو 2021
banner
الجمعيات الخيرية وعلامة “الاستفهام الكبيرة”
الأحد 11 يوليو 2021

نظمت صحيفة “البلاد” الأسبوع الماضي ندوة مهمة عن كبائن الصلاة الخشبية، بمشاركة برلمانية وبلدية وحكومية، حيث أشار المتحدثون بوضوح لمواضع الخلل، والاحتياجات والتوصيات اللازمة، والتأكيد على وجود 22 كبينة صلاة خشبية في مدينة حمد وحدها.

وفي خضم الأحداث المتلاحقة لهذا الملف، والتي كان آخرها احتراق كبينة بمدينة حمد مؤخرا، وافتقار البقية لأبسط إجراءات الأمن والسلامة المطلوبة، وخطورة استمرارها بهذا الشكل، خصوصاً بذروة فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، أو بذروة موسم الشتاء مع هطول الأمطار، يتساءل المواطن، لماذا تستمر بعض الجمعيات الخيرية في صرف أموال المتبرعين لبناء المساجد في الخارج، والداخل أحق بها وأولى؟

وكنت قد تحدثت قبل وهلة من الزمن، مع أحد القياديين بجمعية خيرية معروفة ومحسنة في عمل الخير عن ذات الأمر، حيث أجابني بأن بناء المساجد في الخارج يكون بطلب المحسنين والمتبرعين، وليس للجمعية أي دور في هذا الاختيار، وأن كلفة بناء المساجد بالخارج أقل بكثير جداً من بنائها في البحرين، حيث تصل كلفتها بالخارج إلى خمسة آلاف دينار فقط ببعض الحالات، وربما أقل.

هذا التبرير، وإن كان قائماً، لا يمكن الأخذ به كشماعة تصدر بها الجمعيات المبالغ الطائلة من التبرعات للخارج والداخل البحريني أحوج بها.

والحل في أن يمارس المسؤولون بالجمعيات الخيرية والمشايخ المحسوبون عليها دوراً توعوياً للمتبرعين، بأن الأجر قائم بكل الحالات، ولو بدينار واحد، وأن بناء المسجد بأكمله لن يختلف عن بناء جزء منه، لا بالأجر ولا برضى المولى عز وجل، لكنهم لا يفعلون ذلك، بتأثير طال مصداقيتهم عند المحسنين المحليين.

من المؤسف أن نرى بيوت الله وهي تعمر بالخارج بأموال تبرعات بحرينية، والنواب والبلديون والصحافيون والمسؤولون مشغولون هنا بمشاكل كبائن الصلاة الخشبية، وما لها وما عليها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية