+A
A-

الدمج بالمدرسة الحكومية أوصل "علي" إلى التفوق رغم التوحد

في البداية أدخلناه للروضة، لكنها رفضته لأنه يضرب الأطفال، ثم حولناه إلى معهد خاص لمدة (3) سنوات، والذي طلب منا تحويله إلى مدرسة حكومية، حيث وجد ابننا برنامجاً متخصصاً للطلبة من فئة اضطراب التوحد، يقوم عليه معلمون مؤهلون، يقدمون مناهج متطورة، وكل ذلك بالمجان، نعم تقدمه مملكة البحرين بالمجان، فماذا عساي أن أقول في حب هذا الوطن الذي لم يدخر جهداً في رعاية أبنائه، واليوم ابني من المتفوقين.

بتلك الكلمات بدأ السيد عبدالأمير والد الطالب علي من فئة التوحد بسرد قصة نجاح ابنه رغم ظروفه الصحية، التي لم تقف عائقاً أمام تفوقه الدراسي وإنما كانت الدافع الأكبر له ولأسرته للمضي قدماً نحو التطور في السلوك والتحصيل العلمي.

يسترسل والده في الحديث قائلاً: "تواصلنا مع وزارة التربية والتعليم لتحويل ابننا لمدرسة حكومية، وتم قبوله في مدرسة حسان بن ثابت الابتدائية للبنين، وتم التعاون بين معلمات المدرسة والأسرة لتشجيع علي، وتم إلحاقه بصف التوحد الذي يتميز بمواصفات تربوية عالمية خاصة بهذه الفئة، حيث حقق نجاحات متتالية وقفزات وتطور كبير في المستوى التحصيلي والسلوكي، وبعد سنة تم دمجه مع الطلبة في الصفوف الدراسية العادية، وتم تكريمه من قبل الوزارة، لتفوقه في الدراسة".

وأضاف: "وبعد الصف الخامس تم تحويل علي إلى مدرسة عمر بن عبد العزيز الابتدائية للبنين، لاستكمال دراسته، وتمت الدراسة عن بعد بسبب الجائحة بنجاح، وذلك يرجع للآلية المتبعة من قبل الوزارة للتعامل مع الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف فئاتهم، كالدروس الإلكترونية المصممة وفق معايير تراعي قدرات الطلبة وظروفهم الصحية، والبوابة التعليمية، وقناة اليوتيوب الخاصة بهم، كما تم تشجيع ابننا وتهيئة الجو المناسب للدراسة في المنزل، بتواصل مباشر من معلميه، ولله الحمد تفوق في دراسته".

إن قصة تفوق علي عبدالأمير هي واحدة من مئات قصص النجاح الرائعة التي تستحق الاستعراض، وتمثل حافزاً للجميع، وتزرع أملاً في النفوس، وتؤكد نجاح سياسة وزارة التربية والتعليم في دمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة القابلين للتعلم في المدارس الحكومية، ومنهم طلبة التوحد الذين أظهروا قدرات لافتة تخطت زملائهم العاديين.