+A
A-

ذوو التوحديين لـ “البلاد”: أطفالنا بحاجة لأن نكون بجانبهم

طالب عدد من أولياء الأمور وذوي الشأن للمصابين باضطراب طيف التوحد عبر صحيفة “البلاد” الجهات المسؤولة بتفريغ أحد الأبوين العاملين للبقاء مع الطفل في المنزل، لرعايته والحفاظ على سلامته، خصوصا مع ظروف الإغلاق الراهنة.


وأشار رئيس جمعية التوحديين زكريا الهاشم لـ “البلاد” إلى صعوبة ما تعانيه أسر المصابين باضطراب التوحد بعد قرار إغلاق مراكز التربية الخاصة.


وأوضح أن “هنالك كثيرا من أولياء الأمور موظفون في القطاعين العام والخاص، ويبقى ابنهم التوحدي في البيت بلا معيل، وكما نعلم أن هذه الحالات تحتاج إلى عناية كبيرة لضمان سلامته، ما يُدخل الأب والأم في دوامة مع أرباب العمل، بين أن يرعى طفله في المنزل أو يتركه وحيدًا بحثًا على لقمة العيش، لذا نأمل تعاون أصحاب وأرباب العمل مع مثل هذه الحالات، من خلال مساعدتهم بالعمل في المنزل، أو أحدهما على الأقل (الأم)”.


وأردف الكاظم “سلامة الطفل التوحدي تتطلب وجود أحد المعيلين معه، خصوصًا أن الظروف الراهنة غير واضحة المعالم خلال هذه الفترة بالنسبة للتوحديين وذويهم”.


وفي هذا السياق، قالت أم سحاق (موظفة) إن طفل التوحد يحتاج إلى وقت ورعاية ومتابعة 24 ساعة، مضيفة “أعمل من الثامنة صباحا وحتى السادسة مساء يومياَ، ما عدا الجمعة والسبت، فالوقت الذي أقضيه مع ابني (5 سنوات) قليل جدًا، ولا يعطيه حقه في المتابعة والرعاية المطلوبة”.


وأضافت “تطور ابني إسحاق في وجودي يكون سريعا وأفضل، خصوصًا أن لدي المعرفة بحالته وبما يحتاج، ناهيك عن أن لديّ أطفالا آخرين في المدرسة يستحقون مني الرعاية المستمرة، لكن إسحاق أكثر منهم نظرًا لحالته”.
وأردفت “لولا أنني تعلمت من مركز التوحد بعض المهارات لكان الوضع أصعب بكثير، ولقد وجهت بناتي للتعامل معه بأساليب معينة وهن متجاوبات مع ذلك، لكنهن وفي نهاية الأمر يبقين صغيرات”.


وعلقت بأن “الوضع ازداد صعوبة مع ظروف الجائحة، لكن الطفل موجود في البيت باستمرار، والأم والأب غير موجودين بسبب ارتباطهم في العمل، ولو توكل المهمة هذه لأشخاص آخرين من العائلة، فمن الصعب ذلك مع انخفاض الزيارات بسبب الإجراءات الاحترازية، وبسبب عدم إلمامهم بحالة الطفل بشكل دقيق”.


إلى ذلك، قال أحمد الصفار (موظف ولديه طفل توحدي عمره 11 سنة) إن الطفل بحاجة لأحد الأبوين باستمرار؛ لأنهم الأكثر معرفة للتعامل مع حالته المزاجية، والأقدر على تحمله والتجاوب معه، لافتًا إلى أن الاعتماد على الخدم أو غيرهم غير مجد.


وأوضح أن مواصلة التمارين التي كانت قائمة في المراكز مهمة للطفل التوحدي لتحسن حالته، مؤكدًا أن الأبوين هم الأقرب لذلك، وعليه فإن إدراج أحدهما من ضمن 70 % من الموظفين العاملين عن بعد مطلب رئيس، حتى لو كان المفرغ رجلًا.


وأشار إلى أن تفرغ الأم للأولاد ولمسؤوليات البيت المباشرة يتطلب متابعة من الأب للطفل التوحدي للوقوف على احتياجاته، وتطور حالته، مختتما الصفار “لا نعلم متى ستنتهي ظروف الجائحة، فالاستعجال في تنفيذ هذا المطلب أمر ملح، ولا يتحمل الانتظار، لأن الأحداث وتطوراتها في تزايد مستمر”.