+A
A-

لولا "فريق البحرين" لما استطعنا اليوم الوقوف بشجاعة أمام الوباء

عاد إلينا هذا العام أيضًا حاملًا معه كل الحب والسلام آملين بمجيئه أن تحل علينا البركة وتنقشع عنا هذه الغمة، قبل شهر من الآن كنا على أهبة الاستعداد لاستقباله، نزين المنازل ونرتبها، نهيئ النفوس ونهذبها لعلنا بذلك نتقرب زلفة من الله في هذا الشهر، ولكن ومع انهماكنا في هذا العمل الدءوب إليه نسينا أن هناك من نفتقدهم في تفاصيل هذا الشهر.

فهناك من ينتظر زوجة تعد له الإفطار وهناك من تنتظر ابنها يأتي حاملًا الحب والشوق بين قلبه ساعة الإفطار، وتلك التي تتصاحب مع صديقتها للذهاب للتراويح، وذاك الذي يلتقي أصحابه في المجالس القرآنية وصوت القرآن الذي كان يزين المنازل كل هذه التفاصيل التي باتت من الماضي بعد تحول حياتنا لكابوس لا يريد أن ينتهي.

ولكن ولأن لكل شيء نهاية ونحن الآن في شهر الرحمة ندعو الله آملين في أن يزيل عنا الكرب وأن تنكشف عنا هذه الغمة ولكن دون السعي إلى ذلك لن يكون هناك أية فرصة للعودة للحياة الطبيعية. وبالأشارة للأمل تذكرت حراسنا الأوفياء في الصفوف الأمامية من أطباء وممرضات ومتطوعين وكل من يحاول أن يحدث تغييرا للوصول إلى بر الأمان، وكيف أنهم ولمدة عام وأكثر كانوا بالنسبة لنا لقاح الأمل الذي نأمل أن يعيد إلينا حياتنا السابقة، وأن بفضل جهودهم الجبارة وصمودهم أمام هذا الفايروس نحن اليوم نستطيع أن نمارس بعضًا من عاداتنا الرمضانية مع وجود الاحترازات الصحية المشار إليها. ولكن السؤال هنا ألا يستحق هؤلاء من أن نكون لهم لقاح أمل؟

من خلال الوعي التام والالتزام الكامل بكل الإجراءات الاحترازية حتى يتسنى لهم أيضًا العودة لممارسة الحياة من جديد والاستمتاع بقضاء الشهر الفضيل مع عوائلهم وأحبائهم؟

رغم كل محاولاتنا في السيطرة والخروج من دائرة الخطر ولولا مساعدة الصفوف الأمامية وبسالتهم المشرفة لما استطعنا اليوم الوقوف وبكل شجاعة أمام هذا الوباء. كل ما نحتاجه اليوم هو المقاومة أكثر والوعي بأهمية كل فرد في عوائلنا والنظر لكل الأمكنة الخالية على مائدة الأفطار والمجالس الرمضانية وللألم الذي يعتصر قلوبنا لفقد من نحب بسبب هذا الفايروس، ولنكن نحن مصل الشفاء لكل العالم من خلال الالتزام التام واتخاذ الإجراءات اللازمة.

شهر رمضان المبارك هو فرصة للجميع لشكر الله على كل النعم التي أنعم بها علينا ولشكر من هم يسعون لتوفير المتنفس لنا للاستمتاع بالجواء الروحانية والعائلية في هذا الشهر.  ​