تحتفل مملكة البحرين في مارس من كل عام بيوم الشراكة المجتمعية، ما يُجسد مبدأ الشراكة بين أفراد المجتمع بتحمل مسؤولياتهم الوطنية في مختلف المجالات، كل حسب موقعه وقدرته ودوره، وبما يتمتع به المواطن من روح المواطنة والمشاركة الفاعلة في خدمة البحرين وشعبها، وهو ثمرة ما يتمتع به الشعب البحريني من القيم والعادات والتقاليد العربية الأصيلة وتماسكه في نسيج مجتمعي واحد.

الشراكة المجتمعية ممارسات وطنية حضارية وسلوكية تبدأ من البيت والمدرسة وصولا للمجتمع، وبالتزام الفرد بالنُظم والقوانين الحياتية التي تعتني بسلامة المواطن وحياته، وتنمي صحته وتحفظ ممتلكاته الخاصة والممتلكات العامة ومرافقها وتزهو ببيئته، وهي ممارسات تبعث الطمأنينة والسكينة في نفس الإنسان وتنشر السلام بين أفراده ومجتمعه لأنها مشاعر صادقة ومُتجددة مع الذات والآخرين والمصلحة العامة.

إن الشراكة المجتمعية نهج وفكر ورسالة وطنية تعزز الهوية الوطنية والانتماء الوطني، وتساهم في بناء علاقة وطيدة بين أفراد المجتمع قائمة على أهداف مشتركة وقيم مجتمعية نبيلة لتكون سدًا منيعا للتحديات من محلية وخارجية والتي لا تزيد البحرين إلا ثباتًا ومنعة وشعبها تماسكًا وقوة. إن ما تمر به المملكة من ظروف صحية أكد أن الشعب البحريني يتمتع بثقافة الشراكة المجتمعية وبوعي مجتمعي خلاق، وفي هذا الظرف الاستثنائي كانت للشعب وقفة وطنية صادقة مع الجهات المعنية بالتصدي لجائحة كورونا، مساندا إجراءاتها، ملتزمًا بتعليماتها ولبس الكمام والتباعد الاجتماعي وأخذه التطعيم، حمايةً له وللآخرين ولأجل البحرين، وساهمت حملات التبرعات والأعمال التطوعية والخيرية لأبناء البحرين ومؤسسات المجتمع المدني في التقليل من تداعيات هذه الجائحة، وهو تلاحم وطني وتكافل اجتماعي للأفراد ولمؤسسات المجتمع المدني في جميع مدن ومناطق وقرى البحرين.

لقد غدت الشراكة المجتمعية في البحرين ثقافة راسخة تنم عن سلوك رفيع من خلال التعاون الفاعل لأفراد المجتمع لتحقيق تطلعاتهم الوطنية والمجتمعية، ولترسيخ مبادئ التعايش المجتمعي وقيم التسامح الإنساني في البحرين. إن الشراكة نبراس حياة للأفراد ومجتمعاتهم، وطريق يُعبد معاني التعاون والتكافل الذي دعت إليه الأديان السماوية والمبادئ الإنسانية، ما يُساهم في خلق جيل يعتز بذاته ويرفع من شأن وطنه.