البحرين ماضية بالطاقة المتجددة وتخطط للتعافي المرن من الجائحة
وزير النفط يستعرض تداعيات “كورونا” وأهمية الصحة والسلامة
شارك وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، عبر تقنية الاتصال المرئي، في ندوة “الصمود للخروج من الأزمة: دور الصحة والسلامة والبيئة في بناء التعافي المستدام”، والتي نظمها معهد الطاقة الدولي بدعم من الهيئة الوطنية للنفط والغاز، وهيئة الطاقة المستدامة، وشركة نفط البحرين “بابكو”، وتناولت أثر كورونا المستجد “كوفيد ـ 19” وانخفاض أسعار النفط على أداء المؤسسات النفطية، والجهود المبذولة للحفاظ على معايير الصحة والسلامة والبيئة.
وقد ناقشت الندوة عدة محاور منها أثر COVID-19 على المجتمع الدولي وصناعة الطاقة، وأهمية الصحة والسلامة والبيئة في المنطقة، وكيف تخطط مملكة البحرين لضمان التعافي المرن، وكيف تبدو القيادة الجيدة للصحة والسلامة والبيئة أثناء الجائحة العالمية، والدروس المستفادة من الجائحة، ودور الثورة الصناعية الرابعة في قطاع النفط والغاز في البحرين، وذلك بمشاركة اكثر من 100 مشارك من مختلف دول العالم.
وأكد وزير النفط، خلال مداخلته في الندوة أن البحرين في ظل التوجيهات السامية والمبادرات الحكيمة لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تعاملت بشكل مسبق مع تداعيات وآثار هذه الجائحة العالمية، وتحركت بخطوات مدروسة لتقليل حدتها على المواطنين، ولم تتأخر في تقديم الدعم اللازم للمؤسسات الحكومية والخاصة من أجل ضمان عدم تأثر عملياتها التشغيلية والانتاجية.
ونوّه إلى أن الجهود التي يقوم بها ولي العهد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، عبر قيادة سموه لفريق البحرين الوطني للتصدي لفيروس كورونا، وما تم اتخاذه من قرارات وما تم تطبيقه من اشتراطات وتدابير احترازية، كان لها أثرها الواضح في نجاح البحرين في مواجهة الجائحة، وقدمت المملكة نموذجًا متميزًا في التعامل الانساني مع جميع المواطنين والمقيمين ونالت اشادة المجتمع الدولي.
وأشار الوزير إلى أن الهيئة الوطنية للنفظ والغاز وجميع الشركات التابعة لها حرصت على تنفيذ الاجراءات والتدابير الاحترازية بدقة، ووضعت عدة خطط وبرامج لضمان صحة وسلامة العاملين في جميع منشآت النفط والغاز والصناعات النفطية، وفق الآليات والشروط التي أقرها فريق البحرين الوطني، كما نفذت العديد من المبادرات التوعوية داخل هذه المنشآت من أجل تعزيز مشاركة الجميع في الحفاظ على الأمن والسلامة والبيئة، حيث يجري تحديث هذه الخطط والبرامج ومراجعتها وتطويرها بشكل مستمر لضمان استمرار الإنتاج دون تأخير، لافتا إلى أن شركة “بابكو” على سبيل المثال لديها مشروع تحديث مصفاة والذي يقدر تكلفته بمليارات الدولارات، وقد تواصل العمل في المشروع رغم الجائحة ولم يتوقف ليوم واحد مع الالتزام في ذات الوقت باشتراطات الصحة والسلامة والبيئة.
وبيّن الشيخ محمد بن خليفة “أن قطاع النفط والغاز يشكل أهمية كبيرة في اقتصاديات دول العالم، ولذلك فإن أي أزمة صحية أو اقتصادية أو سياسية من شأنها أن تشكل معوقًا كبيرًا لجهود الدول في مجال التنمية المستدامة، ولذلك فإن البحرين حريصة على توفير كل المقومات التي تضمن لهذا القطاع الاستمرارية من خلال اتباع أحدث النظم العالمية في مجال الاستكشاف والانتاج والحفاظ على البيئة”.
وأشار الوزير إلى أن الجائحة وترافقها مع انخفاض أسعار النفط وضعت المؤسسات النفطية في العديد من دول العالم في مواجهة تحدٍ كبير، وهو ما يتطلب من هذه المؤسسات مراجعة وتكييف أوضاعها وعملياتها التشغيلية دون اغفال معايير الصحة والسلامة والبيئة كمقومات ضرورية للحفاظ على الكفاءة الإنتاجية والتشغيلية، منوها إلى ضرورة التعاون الكامل بين جميع الأطراف والشركاء، لافتا إلى أن مملكة البحرين رغم أنها ليست ضمن أعضاء منظمة “أوبك” إلا أنها تحرص على دعم الجهود الرامية إلى الحفاظ على استقرار النفط، ولذلك كانت حاضرة في اجتماعات “أوبك +” التي عقدت في مارس ويونيو 2020 للتباحث حول تخفيض الإنتاج بعد ظهور مخاوف من عدم القدرة على بيع المنتجات الخام أو المنتجات المصنعة، كما أن الكثير من عمليات الشراء كانت تذهب إلى التخزين، فضلا عن أن وضع وقود الطائرات كان صعبًا للغاية وقد تم بيعه كوقود للطهي في أسواق آسيا بعد أن تم إيقاف نحو 90 % من رحالات شركات الطيران.
* التركيز على تقنيات الذكاء والرفع الاصطناعي
وشدد على أن المرحلة الحالية تتطلب مزيدا من الاهتمام والتركيز على التخصصات المعنية في القطاع النفطي مع التركيز على تقنيات الذكاء والرفع الاصطناعي بما يعزز من الصحة والسلامة والبيئة، لاسيما وأن هذا النوع من الذكاء سيقلل من المخاطر البشرية ويقدم رؤية استشرافية في مجالات الإنتاج والصيانة، مع عدم إهمال إعداد الكوادر البشرية وتطويرها عن طريق التركيز على التدريب المهني، مشيرا إلى حرص البحرين على المضي قدما في مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة وتقليل انبعاثات الكربون، إذ أجرت في هذا الصدد تجارب لاستخدام الطاقة الشمسية في المنازل، وكانت النتيجة أنه يمكن توفير حوالي 30 % من استهلاك الأسرة من الكهرباء، كما أن المملكة في إطار مراعاتها للجانب البيئي تستخدم المياه المنتجة من آبار النفط في زراعة الأراضي الرطبة والمساحات الخضراء، ولديها أيضا تعاون مثمر مع صندوق المناخ الأخضر الذي تم إنشاؤه في كوريا الجنوبية. وأشادت الرئيس التنفيذي لمعهد الطاقة، لويس كينجهام، بالجهود التي تقوم بها البحرين في تعزيز التعاون الدولي في مجال أمن الطاقة والبيئة، معبرة عن شكرها وتقديرها للهيئة الوطنية للنفط والغاز وهيئة الطاقة المستدامة وشركة “بابكو” على تعاونهم الوثيق مع معهد الطاقة.