سيظل اللقاء الصحافي الذي أجراه مؤخرًا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه مع رؤساء تحرير الصحف المحلية؛ تتردد أصداؤه في عقول وأفئدة البحرينيين وتمس أحاسيسهم وصميم وجدانهم.
لقد كان حديث سموه في ذلك اللقاء شاملًا جامعًا، توقف فيه عند الكثير من ثوابت مرتكزاتنا، ومر من خلاله على معظم محطات العمل الوطني، وتضمن تحديدًا لأولويات العمل الحكومي، وتميز بالصراحة والشجاعة والثقة بالنفس، وكان المحور الأساسي فيه هو المواطن الذي أكد سموه بأنه سيبقى الثروة الحقيقية للوطن وهو هدف التنمية وأداتها.
لقد أشعل حديث سموه حملة واسعة من التفاعل الكثيف بين الشباب خاصة، ومن خلال القنوات الإعلامية ومختلف منصات ووسائل التواصل الاجتماعي، فقد كان اللقاء الصحافي الأول من نوعه منذ تولي سموه المسؤولية الكاملة لرئاسة الحكومة، وتجلت فيه الكثير من الرسائل والمضامين، توزعت بدورها على محاور عديدة، وكانت موجهة لترسيخ القيم والمبادئ الأساسية التي تتحلى بها الأسرة البحرينية، والتي يأتي على رأسها قيم المحبة والتآخي، والتعايش والعدالة، وثقافة الاختلاف والتعددية، وحرية الرأي والتعبير، وتنوع النسيج الاجتماعي، واحترام دور المؤسسات في دولة القانون.
لقد كان الحديث الصحافي، في صياغته المتناسقة، ولما احتواه من مضامين ورسائل، طرحًا مفعمًا بالطموحات الوطنية والآمال والتطلعات، وصار بمثابة الخارطة لطريقنا، وبرنامج عمل لنا مرتكزاته الأساسية الاعتماد على الكوادر والطاقات الوطنية والكفاءات الشابة، دون التفريط في مخزون الخبرة ورصيد الدراية للكوادر الناضجة التي أعطت وتفانت في خدمة الوطن؛ إنه طريقنا على دروب الأمل والعمل والتفاؤل، ومبعثًا لطمأنينتنا وتعزيزا للثقة في أنفسنا لكي نتمكن من الاستمرار في مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص والإمكانيات المتاحة، انه الطريق الذي سنواصل السير على هديه تحت قيادة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، فقد تمكنا حتى الآن، وبفضل قيادته، من التصدي لكل التحديات والعقبات وتخطيها، وتجاوز كل المطبات، واجتياز كل المنعطفات وعبورها، وما علينا إلا التسلح بالعزيمة والثقة والإحساس بالطمأنينة والأمان.
إن ما تضمنه حديث سموه الشامل أصبح يشكل وثيقة مرجعية رديفة للرؤية المستقبلية للعام 2030، التي أصبحت بدورها أكثر وضوحًا وتبلورًا وعمقا بعد سنوات من متابعة وعطاء سموه، وما أثبته من كفاءة وحكمة ودراية واقتدار تجلت أبرز ملامحها ومعالمها في قيادته لـ “فريق البحرين” ووقوفه في الصف الأمامي لإدارة العمل الحكومي، وكان القدوة في الحرص والالتزام والجدية والتفاني.
إن الأمم والشعوب تحتاج بين الفينة والأخرى الى وقفة وطنية للمراجعة والمحاسبة والتأمل، يتم فيها تجديد العزائم لمواجهة التحديات، وتعزيز الثقة، وإيقاد روح الأمل والتفاؤل، واستنهاض مكامن الإبداع والإلهام، وحقن المجتمع بجرعات من خصائص الإقدام والحماس، نعم كنا في حاجة إلى وقفة للنظر إلى ما حققناه في الماضي بكل فخر واعتزاز، وإلى ما نحققه الآن في حاضرنا بكل غيرة وحرص، وما نتطلع إلى تحقيقه في المستقبل بكل ثقة وعزيمة وتصميم، لقد كان اللقاء الصحافي الذي أُجري مع صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء الموقر هو الذي وفر الفرصة لنا لتلك الوقفة التي كنا في أمس الحاجة إليها في هذه الأيام، التي يمر فيها وطننا العزيز بواحدة من أهم وأدق محطاته على دروب ومعارج النمو والارتقاء، مؤمنين بما قاله سموه بأن طريق النجاح طويل وشاق.
لقد أكد سموه أيضًا في اللقاء الصحافي أن التنمية الاقتصادية تأتي على قمة أولويات الحكومة، وأن مساندة ودعم القطاع الخاص يأخذ حيزًا واسعًا من اهتمام الدولة، ضمن فلسفة الاقتصاد الحر ونهج التخطيط الاستراتيجي، وفي إطار رؤية 2030، مع الاستمرار والالتزام بسياسة الانفتاح الاقتصادي، وتوفير بيئة تنافسية، وتطوير الأداء الحكومي وضمان جودة الخدمات التي تقدمها الحكومة بحيث تستجيب لتطلعات القطاع الخاص وتوقعات المواطنين.
قلنا إن حديث سموه تضمن الكثير من الرسائل والمضامين والدعوات؛ وهو ما يضع على كاهلنا جميعًا أمانة ومسؤولية الاستجابة والتفاعل مع هذه الدعوات والرسائل، وأن نعاهد سموه بأن نكون أشد غيرة وأشد حرصا على الحفاظ وصون كل ما حققناه في الماضي من منجزات ومكتسبات، ونكون أقوى وأصلب عزمًا وتصميما لتجنيد كل طاقاتنا وإمكانياتنا لتحقيق ما هو ملقى على عاتقنا من مسؤوليات والتزامات الحاضر، وأن ننظر ونتطلع بكل ثقة وتفاؤل إلى مستقبل أكثر إشراقًا. إن إدراك ذلك يتطلب منا جميعًا المساهمة الفاعلة في تحقيق الأهداف المبتغاة، وتظافر الجهود والتعاون لتحقيق التطلعات، وما يحتاجه ذلك من حرص على الحفاظ على بيئة الأمن والأمان والاستقرار، وحماية سياج الوطن من أي عبث أو تدخل خارجي، ورص الصفوف للوقوف خلف قيادتنا متلاحمين متكاتفين متعاونين بكل إخلاص وولاء.