+A
A-

العلاقات البحرينية الكويتية أنموذج في الأخوة والشراكة

تشارك مملكة البحرين، شقيقتها دولة الكويت احتفالاتها بعيدها الوطني الستين والذكرى الثلاثين ليوم التحرير، في إطار اعتزازها بعُمق العلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة والمتنامية بين البلدين الشقيقين، والتي تستمد مقومات تميزها وتطورها من عوامل ‏التقارب الجغرافي والحضاري وما يجمعهما من أواصر الدم والنسب ووشائج القربى.

 وتتسم العلاقات الأخوية البحرينية الكويتية بالرسوخ والازدهار في إطار حرص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وحكومته الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ‏آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على تنمية أواصر الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، باعتبارها أنموذجًا للأخوة ووحدة الرؤى والمواقف ‏في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والحرص على تعزيز العمل العربي ‏المشترك، وخدمة القضايا العربية والإسلامية.‏

 وتثمن مملكة البحرين السياسة الحكيمة لدولة الكويت الشقيقة بقيادة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، بدعم من سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي العهد، في التزامها بتعزيز الإنجازات التنموية، وتمسكها بمبادئ الدبلوماسية الحكيمة في نشر السلام وحل النزاعات الإقليمية والدولية، وتأكيد دورها الإنساني على مختلف الأصعدة استكمالاً لنهج صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل وقائد العمل الإنساني، طيب الله ثراه.

 وفي إطار الروابط الأخوية التاريخية والقواسم المشتركة، تشهد العلاقات البحرينية الكويتية‎ ‎تطورًا ملموسًا على كافة الأصعدة والمستويات، لاسيما منذ إنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين حكومتي البلدين الشقيقين في عام 2001، وصولاً إلى عقد دورتها العاشرة بالمنامة في أبريل 2019، وتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون الدبلوماسي والقنصلي والسياحي والجوي والثقافي والتربوي والإعلامي، ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية للتعاون في مجالات متعددة، إلى جانب ما تشهده العلاقات الاقتصادية من تطورات إيجابية، في ظل ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 318 مليون دولار عام 2020، ونمو الاستثمارات الكويتية المباشرة في مملكة البحرين إلى 2.25 مليار دولار.

 وواصل البلدان تعاونهما تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وحرصهما على تعزيز المكتسبات الوحدوية منذ إنشاء المجلس عام 1981 كأحد أنجح التكتلات الإقليمية والدولية، بفضل ما يجمع دول المجلس وشعوبها من وحدة دينية وتاريخية وثقافية ولغوية وجغرافية، وحرص أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، منذ الآباء المؤسسين، وحتى "قمة السلطان قابوس والشيخ صباح" في دورتها الحادية والأربعين في مدينة العُلا السعودية بتاريخ 5 يناير 2021، على قوة وتماسك ومنعة هذا المجلس، ووحدة الصف، وتأكيد "بيان العلا" عزمهم على تحقيق المزيد من ‏التنسيق والتكامل والترابط بين دول المجلس، وسط تقدير للجهود والمساعي الكويتية الخيرة والمخلصة بما يحقق تطلعات الشعوب الشقيقة.

 إن مملكة البحرين، وهي تشارك الشعب الكويتي الشقيق أعياده الوطنية، لتؤكد فخرها بالعلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة بين البلدين، وحرصها على توثيق التعاون المشترك بما يعود بالنفع والنماء لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، على أسس صلبة من الاحترام والتقدير والمودة ووشائج القربى ووحدة المصير، والتزامهما المشترك في إطار البيت الخليجي الواحد وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الدولية بتعزيز الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي والعالمي، وترسيخ قيم التسامح والاعتدال، في مواجهة التطرف والإرهاب ورفض التدخلات الخارجية في الشؤون الخليجية والعربية، وتوفير فرص التقدم والتنمية المستدامة لدول المنطقة وشعوبها.