في بداية ظهور الجائحة في البحرين كنا على أمل وتفاؤل بما هو قادم إلينا وأننا سنتجاوز الأزمة الصحية العالمية في وقت قصير من خلال تعاون الجميع مع كل ما يصدر من فريق البحرين الطبي من إجراءات وقائية للتصدي لانتشار الجائحة التي تهدد صحة الجميع، وذلك كي نخرج بأقل الخسائر في الأرواح والإصابات، لكن لعظيم الحزن والألم نشهد هذه الأيام ارتفاعات في عدد الوفيات وازديادا مخيفا في أعداد الإصابات نتيجة عدم الالتزام والتراخي بالمسؤولية المجتمعية.
بدوره، الفريق الوطني الطبي ما فتئ لحظة واحدة بإمدادنا وإطلاعنا على كل التفاصيل الدقيقة وما يستجد من أمور صحية مهمة وتعليمات وإرشادات قيمة تتعلق بما يطرأ حول الجائحة وذلك وفق البحوث الميدانية والتقارير الطبية والتقييمات والاستنتاجات المحلية والدولية الموثوقة.
اليوم نخوض جميعا معركة العصر الكبرى، وقد وصل الألم إلى عمق العظم، وبلغ السيل الزبى، من هذا المنطلق نقول إن صبر كل المواطنين والمقيمين الذين التزموا بكل الإجراءات الاحترازية نفد وضاق بهم الحال وأصبحت حياتهم اليومية مرتبكة لا تطاق، لهذا لم نجد أمامنا إلا أن نناشد فريق البحرين الموقر بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء قائد المعركة الصحية المصيرية الكبرى أن يصدر سموه حفظه الله المزيد من الإجراءات الاحترازية المشددة وعلى وجه الخصوص التركيز على التجمعات بتنوعها وأشكالها، خصوصا تلك التجمعات التي تحصل داخل منازل المواطنين والمقيمين ومناطق تواجد العمالة الآسيوية الوافدة التي تؤكد كل التقارير الصحية المحلية أنها أصبحت وأمست بؤرة خطرة ساهمت بشكل كبير في نقل وانتشار الجائحة بصورة مرعبة، ومن هنا لابد من فرض حظر تجول شامل أيام إجازات الأسبوع تبدأ من يوم الجمعة الساعة العاشرة صباحا وتنتهي يوم السبت الساعة العاشرة ليلا، باستثناء الحالات الضرورية كما فعلت الكثير من دول العالم لحين تقييم الوضع الصحي وذلك من أجل رفد جهود التصدي للجائحة والحد من انتشارها في المجتمع وتخفيف العبء الكبير على الأطقم الصحية والأمنية وفوق ذلك المحافظة على أرواح وصحة أفراد المجتمع البحريني. وعساكم عالقوة.