+A
A-

مصارف صغيرة في هذه الدولة بين أكبر الرابحين من كورونا

في وقت تلقي فيها جائحة كورونا بظلالها على الاقتصاد العالمي مع خسائر فادحة عبر كافة القطاعات الاقتصادية، كانت المصارف السويسرية التي تقدم المشورة والرعاية لأثرياء العالم على موعد مع جني ملايين الدولارات مع ارتفاع مطرد في أصولها بفعل القفزة الكبيرة في أرباح عملائها.

ويشير تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن عشرات البنوك الخاصة السويسرية الصغيرة والتي تتمتع بالسرية والمكتظة بالمودعين على غرار مصرف لومبارد أودييه، الذي كان مصرف القائد الفرنسي نابليون ذات يوم، تشهد ارتفاعا مطردا في أصولها منذ مطلع العام الجاري.

واستفادت البنوك السويسرية الكبرى هي الأخرى من الجائحة إذ أعلن مصرف UBS عن أفضل نتائج فصلية بالربع الثالث في نحو عقد من الزمان، فيما يستعد منافسه Credit Suisse للإعلان عن نتائجه هذا الأسبوع وسط توقعات بقفزة شبيهة في أرباح البنك على غرار ما حدث مع منافسه.

ويقول الرئيس التنفيذي السابق لمصرف UBS، سيرغو إرموتي، للصحيفة "عملائنا لم يصابوا بالفزع خلال موجة البيع التي ضربت الأسواق في بداية الجائحة وعوضا عن ذلك فقد قاموا بزيادة مراكزهم.

وفي تلك الأثناء، يتوقع صندوق النقد أن يسجل الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري انكماشا بنحو 4.4٪، وهو الأسوأ على الإطلاق بالتاريخ الحديث، وهو ما يعني دخول الملايين من البشر حول العالم إلى دائرة الفقر في وقت يزداد فيه الأغنياء ثروة.

هم الأثرياء

وتشير بيانات UBS إلى أن عدد الأثرياء حول العالم شهد ارتفاعا كبيرا خلال العام الجاري مقارنة مع العام الماضي عبر كافة الدول من البرازيل إلى الصين والولايات المتحدة وألمانيا في أحدث علامة على اتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء في زمن الجائحة.

ومن بين البنوك السويسرية الصغيرة التي استفادت في زمن الجائحة مصرف لومبارد أودييه والذي يدير ثروات للأثرياء حول العالم تقدر بنحو 317 مليارات دولار إذ قدم البنك نصائحا إلى عملائه خلال الأزمة وموجة البيع العنيفة مطلع العام الجاري بعدم الهلع والتسرع بالتخارج من استثماراتهم في أسواق المال.

ولم يكن الأمر وليد الصدفة، إذ عمد البنك في يناير كانون الثاني الماضي إلى تكليف كافة محلليه بجمع بيانات المؤشرات الاقتصادية الكلية في آسيا وبلدان أخرى حول العالم قبل توجيه أي نصيحة للعملاء وهو الأمر الذى أتى بثماره في نهاية المطاف.

رؤية واضحة

ويقول فريديريك روشات، أحد الشركاء الإداريين في البنك السويسري، للصحيفة " لقد ساعدنا ذلك على تكوين رؤية واضحة بالرغم من عمليات الإغلاق التي شهدها العالم في مواجهة الجائحة... كانت هناك قطاعات اقتصادية أخرى تنبض بالحياة".

ويضيف تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن أحد الأسباب التي دعمت أداء المصارف السويسرية الصغيرة هو النصيحة التي تم توجيهها للعملاء بالتحوط في الذهب والذي وصل إلى مستويات قياسية هذا العام مع وصوله لأعلى مستوياته على الإطلاق في أغسطس عند مستويات 2073 دولارا للأوقية قبل التراجعات الأخيرة.