+A
A-

كيف كانت السماء بيوم مولد النبي محمد؟.. الناصر يجيب: في 5 مايو قمر مكة مضاء 99%

يعرف كافة المسلمين الحادثة التي حاول أبرهة الحبشي (أبرهة الأشرم، حاكم اليمن)  تدمير الكعبة ليجبر العرب وقريش على الذهاب إلى كنيسة القليس التي بناها وزينها في اليمن.

 خرج أبرهة بجيش عظيم ومعه فيلة كبيرة تتقدم الجيش لتدمير الكعبة، وعندما اقترب من مكة المكرمة، وجد أبرهة قطيعاً من النوق  لـسيد قريش عبدالمطلب (جد الرسول صلى الله عليه وسلم )  فأخذها غصباً،  فخرج عبد المطلب طالباً منه أن يرد له نوقه ويترك الكعبة وشأنها.

رد أبرهة النوق له ولكنه رفض الرجوع عن مكة، عندها خرج أهل مكة هاربين إلى الجبال المحيطة بالكعبة خوفاً من أبرهة وأفياله و جنوده.

وعندما ذهب عبدالمطلب ليسترد نوقه سأله أبرهة لماذا لا يدافع أهل مكة عن الكعبة فكان رده  بأن النوق ملكه وأما الكعبة فلها رب يحميها.

وعندما رفض أبرهة طلب عبد المطلب أبت الفيلة التقدم نحو مكة، وعندها أرسل الله سبحانه وتعالى طيوراً أبابيل تحمل معها حجارة من سجيل قتلتهم وشتتت أشلائهم.

وسمي هذا العام بعام الفيل. وقد أنزل الله عن هذه الحادثة قرآناً يتلى في سورة الفيل. قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)}.

متى ولد؟

وحقيقة،  يعتقد  الكثير من المؤرخين أن في ذلك العام كان مولد الرسول الأعظم  محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ( صلى الله عليه وسلم) وبعضهم حدث بأن عام الفيل يوافق  عام 570 ميلادية، بينما يرى باحثون آخرون أن عام الفيل كان ما بين 568 -571 ميلادية.

وإذا كان الثابت عند المؤرخين أن الرسول ( صلى) قد ولد يوم الاثنين في 12 ربيع الأول وإن هجرة الرسول (صلى) – أي وصوله الى قباء (بالقرب من المدينة المنورة) في يوم الاثنين 9 ربيع الأول 1 هـ الموافق  20 سبتمبر  622 م حيث كان أول السنة الهجرية ( 1 محرم 1 هـ ) هو 16 يوليو 622 م.

 وكون أن الولادة كانت في يوم 12 ربيع الأول (ليلة 13 أي قبيل اول الليالي البيض والتي هي ليلة 14 و15 و 16 أو يوم 13 و14 و15)  أي  يكون عمر  القمر في هذه الليلة  (حوالي 13 يوما) أي أحدب متنامي ومضاء بنسبة حوالى 94% (حد أدنى)  إلى 98 % ( حد أقصى).

حسابات فلكية

وتشير الحسابات الفلكية الى الآتي:

1-  إذا كان عام الفيل هو سنة 568 م،  أي 55 قبل الهجرة فإن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم  (12 ربيع الأول)  يكون في يوم السبت 26 مايو 568م.

2-  إذا كان عام الفيل هو سنة 569 م،  أي 54 قبل الهجرة فإن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم  (12 ربيع الأول)  يكون في يوم الخميس 16 مايو 569م.

3-  إذا كان عام الفيل هو سنة  570 م،  أي 53 قبل الهجرة فإن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم  (12 ربيع الأول)  يكون في يوم الاثنين 5 مايو 570م.

4-  إذا كان عام الفيل هو سنة 571 م،  أي 52 قبل الهجرة فإن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم  (12 ربيع الأول)  يكون في يوم السبت 25 أبريل  571م.

5-  إذا كان عام الفيل هو سنة 572 م،  أي 51 قبل الهجرة فإن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم  (12 ربيع الأول)  يكون في يوم الأربعاء 13 أبريل  572م.

6-  إذا كان عام الفيل هو سنة 573 م،  أي 50 قبل الهجرة فإن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم  (12 ربيع الأول)  يكون في يوم الأحد 2 أبريل  573م.

برامج فلكية

وعليه، فإنه علينا إهمال السنوات 568، و569، و571، و572،  و573 ميلادية كسنوات توافق عام الفيل وحدثت فيها ولادة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم)،  لكونها لا توافق يوم الأثنين، وهو اليوم الأكثر اتفاقا عليه في ولادة الرسول الأعظم.

وبالاستعانة بالبرامج الفلكية المتقدمة المتطورة للتأكد من أن طور القمر هو فعلا أحدب متنامي تبين أن يوم الاثنين 5 مايو 570 م ويوافق 12 ربيع الأول 53 قبل الهجرة،  ولكن كانت نسبة اضاءة القمر في مكة المكرمة 99%، وكان عمر القمر 14 يوما 12 ساعة (قريب من الإبدار التام تقريبا(.

 علما بأن القمر يوم 6 مايو (13 ربيع الأول، العمر 15.5 يوما) كان مضاء 99% وفي 7 مايو (14 ربيع الأول، العمر 16.5 يوما ) مضاء 95 %، وفي 8 مايو (15 ربيع الأول، العمر 17.5 يوما) مضاء 90%. ومن هذا نرى أن هناك اختلاف في يومين في شكل القمر إذ يتوجب أن يكون عمر القمر 12 أو 13 يوما.

تجدر الإشارة إلى أن ولادة هلال ربيع الأول كانت في يوم  21 أبريل 570 في الساعة 7:22 صباحا،  ومكث الهلال (في برج الثور) في السماء مدة 20 دقيقة بعد غروب الشمس (في الساعة 6:40 مساء في برج الحمل) حيث كان موعد غروب الهلال في هذا اليوم في الساعة 6:59 مساء، مما يعني أن غرة ربيع الأول 53 قبل الهجرة هو يوم الثلاثاء 22 أبريل 570 م.

تحقيق ومراجع

ويشير تحقيق العالم الكبير محمد سليمان  المنصور فوري  والمحقق الفلكي محمود باشا أن مولد الرسول (صلى) هو يوم الأثنين 9 ربيع الأول 52 قبل الهجرة وإن ذلك يوافق 22 أبريل 571 م. وحقيقة أن هذا التاريخ يصادف الأربعاء وليس الأثنين مما يعني عدم صحة هذا الموعد لأن الثابت أن ولادة الرسول كانت يوم الأثنين.

كما أن بعض المراجع تشير إلى ميلاد الرسول الأعظم في شهر رجب من عام الفيل أي 20 أغسطس 570 م (وهذا يصادف يوم الأربعاء وليس الأثنين).

كما أن الإمام مالك قد أشار إلى أن ولادة الرسول (صلى)  هي 8 ربيع الأول من عام الفيل بينما يرى العالم محمد بن موسى الخوارزمي ان مولد الرسول ( صلى ) كان 12 من ربيع الأول. 

حقيقة، الحسابات الفلكية و اسقاطها على الأحداث التاريخية ، خصوصا الفلكية، تخدم التأريخ بدرجة عالية ، فالمراجع تشير إلى حدوث كسوف يوم وفاة إبن نبي الله إبراهيم والحساب الفلكي يدل على أن هذا الكسوف الجزئي العميق (الذي شاهده أهل المدينة و مكة) قد وقع في يوم الاثنين 27 يناير 632 م الموافق 29 شوال 10 هـ، وبدأ في المدينة المنورة في  الساعة 7:25 صباحا، وكانت ذروته في الساعة 8:40  صباحا (تغطية حوالي 90%)، وانتهى في الساعة 10:15  صباحا؛ أما في مكة المكرمة فقد بدأ الكسوف في الساعة 7:30  صباحا، وكانت ذروته في الساعة 8:35 صباحا (تغطية حوالي 93%)، وانتهى في الساعة 10:10 صباحا.

الخلاصة

على الأرجح فإن مولد الرسول محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ، صلى الله عليه وسلم، كان يوم الأثنين 12 ربيع الأول 53 قبل الهجرة (هجرة الرسول كانت  يوم الاثنين 9 ربيع الأول 1 هـ الموافق  20 سبتمبر  622 م وهو وصول الرسول إلى قباء بالقرب من يثرب بعد أن غادر مكة المكرمة ومكث ثلاثة أيام في غار ثور في يوم الخميس 27 صفر 1 هـ الموافق 9 سبتمبر 622 م) وتوفي صلى الله عليه وسلم في يوم الأثنين 12 ربيع الأول 11 هـ  الموافق 8 يونيو 632 م مما يعني أن الرسول الأعظم قد عاش 62 عاما ميلاديا أو 64 عاما.

وسبب الترجيح من دون التأكيد على هذان الموعدان هو لآن  طور القمر يزيد بيومين عن التاريخ المقدر له في  أغلب المراجع في كلا الحالتين ( موعد الولادة و الوفاة). كما أنه من المصادفات الفريدة هو وجود كوكبي زحل والمشتري بالقرب من القمر ( تقريبا) في كل الحالتين.