العدد 4382
الثلاثاء 13 أكتوبر 2020
banner
جلالة الملك وصناعة الأمل
الثلاثاء 13 أكتوبر 2020

من أجمل نعم الله علينا نحن شعب البحرين أن وهبنا قائدا محنكا يلتزم نهجًا إنسانيًا في حكمه يقوم على التواصل المتين مع مواطنيه، ويتمسك بأي فرصة أو مناسبة أو محفل ليبث جديد الأمل وروح التفاؤل في مستقبل زاهر وغد أفضل، مهما كانت جسامة التحديات ومهما عظمت الأعباء والمسؤوليات.

ولقد جاء الخطاب الملكي السامي، الذي تفضل به حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، لدى رعاية جلالته الكريمة لافتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب ببشائر عديدة مبنية على ركائز صلبة، حددها جلالته بكل حكمة ورسمها بكل دقة ووضع لها الصورة المثلى لتأتي بالثمار المرجوة منها والآمال المعقودة عليها.

فكما عودنا جلالته في كل خطاب أن يبث في النفوس الطمأنينة ويزيل الهواجس المخيفة ويدفع كل منابع اليأس والإحباط، جاء هذا الخطاب السامي مستوعبًا لمعطيات الحاضر بكل جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية ليصيغ باقتدار شديد رؤية مستقبلية لعصر نتمناه وغد نأمله ونعمل من أجله.

الركيزة الأهم والتي تبنى عليها الركائز الأخرى وهي الصحة، كان لها نصيب من اهتمام عاهل البلاد المفدى، إدراكًا من جلالته أن العناية بالصحة هي ركن رئيس لأي مجتمع في بناء مستقبله؛ لأنها تصنع الإنسان السليم القادر على العطاء في كل ميادين البناء، وهو ما اتضح للجميع في الجائحة الإنسانية التي تواجه البشرية حاليًا، ومن هنا تأتي القيمة العليا لتوجيه جلالة الملك لتطوير الخطط الخاصة بتحقيق الأمن الصحي وتوفير أفضل الخدمات الطبية، وإنشاء مشفى ومركز متخصص في مجال الأمراض المعدية، للتعامل مع التحديات الصحية وطنيًا وإقليميًا.

ولأنهم سواعد الحاضر ورجال المستقبل، فإن عاهل البلاد المفدى يولي الشباب عناية خاصة ويوجه دومًا لمبادرات سباقة وبرامج استراتيجية تضمن لهم المكانة الرفيعة وتمكنهم من أداء الدور المنوط بهم على الوجه الأكمل، فكان توجيه جلالته بإنشاء صندوق يستثمر ويدعم طاقات وطموحات وابتكارات الشباب البحريني لإنشاء وتملك الأعمال والشركات، بإشراف سمو الشيخ ناصر بن حمد بن عيسى آل خليفة ممثل جلالته للأعمال الإنسانية والشباب.

إن مملكة البحرين كما العالم أجمع تعيش ظرفًا استثائيًا صعبًا وتحديًا غير مسبوق يتمثل في جائحة كوفيد 19 وتداعياتها المؤلمة على كل جوانب الحياة، لكنها بفضل من الله تعالى ثم بعزم وحكمة وإنسانية جلالة الملك استطاعت أن تقدم نموذجًا للمواجهة في ظل جاهزية حكومية بتنظيماتها الإدارية العريقة وسياساتها المرنة والفعّالة، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الموقر، وبقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، ويقوم على الخطط الاستباقية المدروسة والإجراءات الاحترازية الضامنة لصحة وسلامة الجميع من مواطنين ومقيمين دون أي تفرقة أو تمييز، وتقديم كل سبل العون والدعم والمساعدة بما يمكن الجميع من العيش الكريم ومواصلة مشوار الحياة بثقة وتفاؤل، مهما كلف ذلك ميزانية الدولة من أعباء اضافية، تجسيدًا لنهج جلالته الحكيم بأن “المواطن أولا” وقبل كل شيء.

ولأجل مواصلة هذا النجاح اللافت الذي كان محل تقدير واعتزاز الجميع، ونال إشادة عالمية واسعة النطاق أثنت على سلامة النهج والقرارات والإجراءات التي اتخذتها مملكة البحرين في مواجهة أزمة فيروس كورونا، وللوقاية من مثل هذه الأزمات الطارئة والخطيرة، فقد أكد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة من خلال كلمته السامية على أهمية اكتساب وامتلاك معارف وتقنيات علوم المستقبل، والتفوّق في العلوم المتقدمة، والسبق والاحتراف العلمي والمعرفي.

ويبقى للاقتصاد دوره وأهميته في الوصول للمستقبل المنشود لاسيما بعد ما ناله من أضرار بسبب الجائحة التي القت بتداعياتها على مختلف الأنشطة الاقتصادية والتجارية، وهو ما يتطلب ما أكده جلالة الملك في خطابه بالعمل المشترك من أجل التعافي السريع لاقتصادنا الوطني بالتعاون مع القطاع الخاص، وفقا لرؤية البحرين الاقتصادية 2030، وهي مسؤولية مشتركة للسلطتين التنفيذية والتشريعية بمشاركة يجب ان تكون فاعلة ومؤثرة للقطاع التجاري والاقتصادي في البلاد ليكون التعافي سريعا وكبيرًا.

وبعد أن أحاط جلالة الملك بالقضايا الوطنية وصاغ بحكمة كبيرة سبل التقدم والإنجاز ووضع محركات دفع العملية التنموية في كل الفروع والميادين، أكد جلالته رسالة البحرين للعالم بأسره وهي رسالة سلام من دولة محبة للسلام ومشاركة في صنعه وداعمة لكل جهود إرسائه وتثبيته في المنطقة والعالم ليعيش الجميع في أمن وازدهار، لهذا أشار جلالته في خطابه السامي إلى أهمية تثبيت أركان السلام الشامل والعادل في المنطقة، عبر تفعيل المبادرة العربية، للوصول إلى حل الدولتين.

وفي الختام، فإنني يا جلالة الملك وإذ أؤكد أنه من دواعي فخر واعتزاز كل فرد من أفراد المجتمع البحريني أن يحظى بتلك الإشادة الرفيعة والكريمة التي حملها خطابكم السامي والتي تعكس وفاءً معهودًا لجلالتكم إزاء شعبكم، لأؤكد في الوقت ذاته أن الجميع يبادلكم الوفاء بحب كبير وتقدير عظيم وامتنان كبير، فما حققته وتحققه مملكة البحرين من نجاحات ومنجزات ريادية إنما هو نتاج قيادتكم السديدة وتوجيهاتكم الحكيمة التي سنظل نفخر بها وندعمها ونلتف جميعا حولها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .