يرى البعض في شيوع استخدامها لدى الكثير من مواطني دول العالم المكتّظة بالسكان؛ قضاء للحاجة، دون أنْ تلحقها تبِعات مالية أو حاجة للسّعة المكانية، إلى أنْ تجاوز غرض استخدامها في الأنشطة الترفيهية لدى الكثير من الثقافات في متعدد أنماط الحياة عند شعوب تلك الدول التي غالباً ما تحمل في طيّاتها دلالات الحماس ونوازع الاندفاع، كوسيلة تخفيف للضغط وإراحة العقل وزيادة الإمتاع طوال فترة التواصل غير المنقطع مع ظواهر الطبيعة من حولهم بما تجتذبهم فيها من السرعة في آفاقها الواسعة بالترويح المُنعش؛ لعلّة أسعارها المقبولة وأدائها العالي وسط أصوات الريح وهدير المحركات وتزايد الاستثارات في ثنائيات الدوران والإمالة المسرعتين، والتي كثيراً ما (تزعم) ثبات الاستقلالية وعنفوان المُغامرة.
الدراجة النارية Motorcycle ذات الهيكل المتين والعجلتين أو الثلاث - التي تنتجها اليابان بكثرة بعد اختراع المهندس الألماني “جوتليب ديملر” لها عام 1885م - تُستخدم فيما مضى وسيلة مواصلاتٍ وتنقلٍ، ونشاط ترفيهٍ ورياضةٍ، وأداة مطاردةٍ جنائية وشرطية، وتقنيةٌ للدفاع المدني والإطفاء، وخطةُ تنظيمٍ لحركة المرور والرعاية الطبية، بل وحلقةٌ سهلةٌ سلسةٌ لتنّقلِ ساعي البريد ومُراسل المستندات والطرود، بعد أنْ يتحصنّوا جميعهم بخوذات الأمان ونظارات الشمس والغبار الواقية، علاوة على انتظام الكثير عليها في انتقالهم إلى أعمالهم أو مدارسهم أو غير ذلك. فيما أضحت بأسفٍ بالغ - في جُلّها – حاضراً، أداة (أقلّها) إصابات خطرة (وأقصاها) قتل أليم حصد ومازال يحصد أرواحا بريئة، ولاسيّما فئة الشباب والمراهقين الذين أخذوا يتسابقون فيما بينهم في (زَهْقِ) الأرواح تارة، وتارة أخرى إزعاج الآخرين؛ جرّاء السرعة المفرطة والاستعراض المتهور أثناء القيادة التي تلاشت فيها بيئة الأمان وانعدمت عندها روح الالتزام بالقوانين في الشوارع الرئيسية، حتى باتت مصدر خوفٍ عميقٍ للأهالي، وقلقٍ بالغٍ لمستخدمي الطريق بعد أنْ تصدّر البعض منهم قطع الإشارات وتخطّي الأرصفة ودهس الأطفال!.
نافلة:
تتضاعف المسؤولية على الآباء – قبل الجهات الرسمية والأهلية والمجتمعات المدنية الأخرى – بعد تزايد أعداد الشباب والمراهقين الذين يقودون الدراجات النارية دون إدراك منهم لعواقبها (القاتلة) في الشوارع والتقاطعات الرئيسية التي تستوجب الاتباع التّام للتعليمات الواردة من الجهات المختصة التي تؤكد على القيادة ضمن مستوى المهارات لتقليل منسوب المخاطر على الطريق عبر الالتزام بالسرعات المحددة للشوارع ووضع الخوذة الواقية للرأس والعين وقفازات اليدين وكسارة الصدر والظهر والرجلين والأكتاف، فضلاً عن ارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة.