قد لا يجد برشلونة أو يوفنتوس أي مبرر للخشية من مواجهة فريق فيرنزانوس الهنغاري، فلا مقارنة واقعية إطلاقا تضعه في الكفة الأرجح، على اعتبار أنه فريق يصعد لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 25 عامًا، فيما يدرك العملاقان حجم إمكاناتهما الفنية وحظوظهما التنافسية في البطولة الأوروبية التي يعرفون جيدا كيف يذهبون بعيدا في منافساتها.
لكن قبل ذلك يتوجب أن يتوقف العملاقان لبرهة؛ للتأمل في مواجهة فيرنزانوس الذي توج أخيرا بلقبه المحلي في هنغاريا، بل ونجح في الوصول إلى دوري الأبطال بعدما تجاوز دور غاردين السويدي، سيلتك الاسكتلندي، دينامو زغرب الكرواتي وأخيرا مولده النرويجي، ولا يبدو أن شيء يمنعه من الطموح وبعثرت الأوراق في المجموعة التي تضمن برشلونة، يوفنتوس، وديناموكييف الأوكراني!
وعلى برشلونة ويوفنتوس أن يدركا أيضا أن هذا الفريق الهنغاري، يقوده مدرب أوكراني متربص، سبق وأن تذوق لذة الفوز على الفريق الكتالوني عندما كان لاعبا إلى جانب الأسطورة شفيشينكو، وتحديدًا في العام 1997، إذ سجل الأخير يومها هاتريك لفريق دينامو كييف على برشلونة في ملعب الكامب نو، فيما وضع مواطنه سيرهي ريبروف المدرب الحالي لفيرنزانوس حدا للمهرجان بهدف رابع انتهت عليه المواجهة التاريخية.
ويبدو هذا المدرب مخيفا بالفعل فهو لا يحقق نتائج إيجابية فقط مع فريق متواضع وإنما أصبح أيضا مدرب العام في هذا هنغاريا، وله سجل من الذكريات الرائعة في الفوز على برشلونة الذي لم يسترد اعتباره حتى الآن عقب زلزال البايرن ميونيخ، فيما مازال اليوفي يبحث عن نفسه مع مدربه الجديد بيرلو، أما دينامو كييف الأوكراني، فالمدرب ريبروف أكثر من يعرفه!
ومما لا شك فيه أن التجربة تثبت في عالم كرة القدم الحديثة، أن المدرب الذكي مثل ريبروف يستطيع إحداث تشويش على الصورة النمطية لدى الفرق الكبيرة، من خلال الأساليب الثورية المؤثرة في تحضير اللاعبين وحشد جهودهم للنصر، خصوصا عندما يكون الفريق في ذروة ثقته وعطائه، وهو ما يولد معنويات عالية يصعب تحطيمها بسهولة حتى على أكبر المنتخبات والفرق العالمية.
لذلك، من المهم على الفريق الإسباني والفريق الإيطالي الحذر من المدرب الأوكراني، الذي يحلم في كتابة مجدًا شخصي في التدريب مثلما فعل أيام كان لاعبا، ولا يوجد فرصة أفضل من أن يكتب هذا المجد على حساب برشلونة المزين بمهارة ميسي، وغريمه الجديد يوفنتوس المسلح بعضلات رونالدو.. أليس كذلك؟!