+A
A-

فاطمة الصباغ: ادعوا الشباب لاستغلال "الحجر" للتعلم والإبداع

فترة الحجر المنزلي بسبب كورونا بالنسبة للطالبة فاطمة حسين الصباغ، ابنة الدبلوماسي البحريني ذات الستة عشر ربيعا، لم تكن نقمة كما يصفها البعض، بل كانت نعمة؛ لأن فاطمة استغلت كل ساعة ودقيقة من هذا الحجر المنزلي الذي عاشته بسبب كورونا لتخلق فاطمة جديدة هي الفنانة والمبدعة والمتألقة، والتي أصبح اسمها ينقش ويشكل بصمة في معارض محلية وعربية، فهي موهوبة وعصامية لم تتدرب ولم يعلمها أحد كيف ترسم، بل "اشتغلت" على نفسها خلال "الحجر" لتتعلم كل شيء بنفسها يشدها طموحها للتميز والإبداع، وأن تكون شابة بحرينية يشار لها بالبنان، يدعمها تشجيع والديها الذي لا يهدأ أبدا، وشدت نصوصها فنانين عالميين عرضوا عليها الانضمام لمعارضهم وقدموا لها الدعوة للمشاركة في معارض تقام لفنانين معروفين على مستوى العالم، ولكنها تنتظر انتهاء جائحة كورونا تنتهي حتى أقيم أول معرض لي وأقدم خلاله لوحاتي.


"مسافات البلاد" التقت الفنانة فاطمة الصباغ لتتحدث عن تجربتها مع الحجر، وكيف جعلته يصب في إبداعها، وهي التي أحبت الرسم وبدأت ترسم وهي صغيرة وربما قبل أن تتجاوز السنوات الأربع، والتي تقول عنه:

”بدعم  من أمي وأبي، جعلت من الحجر المنزلي بسبب جائحة كورنا منطلقا للتعلم والإبداع والتألق، في البداية كنت ووالدتي منخرطتان في دعم العمل التطوعي وعمل الخير من خلال شراء الاحتياجات للأزمة، ثم قررت أمي شراء ماكنة خياطة، وكنا نعمل سوية في تجهيز الملابس والبطانيات التي نقوم بتوزيعها فتعلمت الخياطة وأتقنتها، وبتشجيع أمي اتجهت بعدها لتعلم الرسم  والمدارس الفنية والأعمال الفنية عن طريق اليوتيوب، حيث كان والداي يحددان لنا وقتا لنقضيه على الإنترنت ولا نستطيع تجاوزه.


وتضيف: ”أتقنت الرسم ومدارسه، وشاركت بالعديد من الأعمال  كالرسم والنحت على الخشب والخياطة والكروشيه في العديد من المشاركات العائلية والمدرسية، وخلال وجودنا في تونس وجهت لي دعوة للمشاركة في معرض في دار الصناعات التقليدية وكنت أصغر مشاركة في المعرض“، وكان ما قدمته فاطمة مفاجأة  للتونسيين وحديث الحضور الذي أبهرته الموهبة التي تمتلكها من خلال اللوحات التي شاركت فيها، من لوحات متنوعة على الخشب والطاولات والكراسي وخزائن الأبواب بمهارة خاصة.


وأوضحت فاطمة الصباغ: ”لقد بدأت العمل والتدريب منذ شهر فبراير وفي كل أنواع الفنون والأعمال اليدوية الفنية من الخياطة والكروشيه والنقش والنحت والرسم وخاصة رسم الوجوه "البورتريه" والرسومات المستوحاة من الطبيعة، والنقش على الخشب؛ لأدعم وأنمي موهبتي وحبي وشغفي للرسم، وفتح لي التعلم عن طريق الإنترنت عالما جديدا من الإبداع وأبوابا للتعلم والمعرفة قد لا نجدها بالكتب، وأتمنى لو أن الشباب يستغلون استعمال الإنترنت ويستخدمونه في التعلم والتدريب وفي الأمور المفيدة التي تنفعهم وتضيف لهم ولشخصيتهم، والآن أعمل في لوحات تتمثل في النقش على الأسقف الخشبية والمستوحاة من تصاميم  الثقافة العربية والإسلامية والتراث والتاريخ البحريني والصناعات الشعبية والتقليدية والتي أعدها للمشاركة في معارضي القادمة“.


تلقت الفنانة الشابة دعوات عديدة للمشاركة في معارض في الإمارات، وتونس، وكذلك من العديد من الفنانين البحرينيين ومن المملكة العربية السعودية والإمارات وسلطنة عمان والكويت، ”أعمل من أجل الفن ولا أطمح بأي ربح مادي، والكثير من أعمالي قمت بتقديمها للأعمال الخيرية، وتعلمت بنفسي، ولكن لا أنسى أن أشكر والدي ووالدتي اللذين زرعا حب التعلم والعمل من أجل وطني البحرين الغالية“.