+A
A-

غش قد يكشف المستور.. كيف وقعت الباكستانية؟

ما زالت تداعيات مأساة سقوط الطائرة الباكستانية الشهر الماضي مستمرة حتى اليوم، ففي جديد يلفت الأنظار، أعلنت الخطوط الجوية الرسمية في باكستان، الخميس، أنها ستمنع 150 طيارا من الطيران إذ تتهمهم بالحصول على رخصهم من خلال خوض آخرين للامتحانات بدلا منهم.

في التفاصيل، أعلن المتحدث باسم الخطوط الجوية الباكستانية عبد الله حفيظ قرار الفصل، فيما لم يفصح عن مزيد من التفاصيل، بشأن الغش، لكنه قال إن عملية فصل الطيارين بدأت.

وأضاف لأسوشيتد برس "سنتأكد من ألا يقود مثل هؤلاء الطيارين غير المؤهلين طائرات مجددا." قائلاً إن سلامة الركاب هي الأولوية القصوى للخطوط الجوية.

رخص مزيفة!

تأتي الخطوة بعد يوم من إعلان وزير الطيران الباكستاني غلام سرقار خان أن 262 من 860 طيارا باكستانيا يحملون رخصا "مزيفة".

وكشف عن ذلك أثناء الإعلان عن النتائج الأولية لتحقيق أمام البرلمان في حادث الطائرة إيرباص إيه320 الذي وقع يوم 22 مايو/ أيار.

فيما صدم الإعلان النواب الحاضرين في الجمعية الوطنية وأسر الضحايا الركاب الذين لقوا حتفهم الشهر الماضي عندما سقطت الرحلة بي كيه 8303 المغادرة من مدينة لاهور شرقي البلاد في منطقة مأهولة بالسكان في كراتشي، ما قتل 97 شخصا، منهم أفراد الطاقم. ونجا شخصان فقط وتوفيت فتاة على الأرض.

ولم يكن لدى خان أو حفيظ تفاصيل إضافية عن السبل المزعومة التي استخدمها الطيارون للحصول على الرخص وقيادة الطائرات التجارية. وقال خان فقط إنهم لم يخوضوا الامتحانات بأنفسهم للحصول على الشهادات المطلوبة، والتي تصدرها هيئة الطيران المدني.

فضيحة عمرها أعوام!

غير أن مسؤولين على علم بعملية إصدار رخص الطيارين قالوا إن عددا غير محدد من الأشخاص كان لديهم مهارات قيادة طائرة لكنهم لم يتحلوا بالمعرفة التقنية وقاموا في الماضي برشوة أشخاص مؤهلين لخوض الامتحانات بدلا منهم.

أما المسؤولين الذين تحدثوا شريطة كتمان هوياتهم بسبب الطبيعة الحساسة للموضوع، فقالوا إن الخطوط الجوية الباكستانية علمت بشأن الفضيحة قبل عامين وفصلت أربعة طيارين آنذاك على الأقل باتهامات الغش في امتحانات الحصول على الرخصة من الهيئة.

كانا منشغلين بكورونا!

وعن آخر التطورات حول التحقيق بحادث وقوع الطائرة الباكستانية الشهر الماضي، فقد أكد وزير الطيران الباكستاني غلام ساروار خان، الأربعاء، أن قائدي طائرة الخطوط الجوية الباكستانية التي تحطمت وراح ضحيتها 97 شخصاً كانا في حالة تشتت وانشغال بالحديث عن جائحة فيروس كورونا أثناء استعدادهما لمحاولة هبوط أولية فاشلة.

وتحطمت الطائرة، وهي من طراز "إيرباص إيه. 320" يوم 22 مايو/أيار في مدينة كراتشي الجنوبية، مما أدى لمقتل جميع من كانوا على متنها باستثناء شخصين فقط، حيث سقطت على بعد كيلومتر من المدرج بينما كانت تقوم بمحاولة ثانية للهبوط، وقال خان، أثناء تقديمه تقريراً أولياً عن الكارثة أمام البرلمان، إن الطائرة هبطت على محركاتها في المحاولة الأولى قبل أن تقلع مجدداً.

كما أضاف أن مسجل بيانات الرحلة أظهر أن معدات الهبوط أُنزلت على بُعد عشرة أميال بحرية ثم رُفعت مجدداً على بعد خمسة أميال بحرية من المدرج، وهو ما وصفه بأنه أمر "يصعب فهمه"، موضحاً أن الطائرة كانت "صالحة للطيران بنسبة 100%" ولم يكن بها أي خلل فني، مشيراً إلى أن الطيارين لم يكونا في حالة تركيز بسبب جائحة كورونا.

وقال: "النقاش كان يدور حول كورونا"، مشيرا للحديث المتبادل بين الطيار ومساعده والذي سمعه عبر مسجل الصوت في قمرة القيادة. وتابع: "كان فيروس كورونا مهيمناً على عقليهما. فأسرتاهما تضررتا من الفيروس".

إبلاغ لثلاث مرات!

فيما لم يوضح التقرير محادثة الطيارين حول الفيروس لكنه ذكر أنهما لم يلتزما بالبروتوكولات المحددة. وقال خان إن الطيارين ومسؤولي المراقبة الجوية لم يتبعوا الإجراءات المعمول بها، فقد أبلغ مراقبو حركة المرور الجوي الطيار ثلاث مرات أن الطائرة منخفضة أكثر من اللازم لكنه رفض الاستماع، وقال إنه سيتمكن من الهبوط، بحسب خان.

وأضاف الوزير أن برج المراقبة الجوية من جانبه لم يبلغ الطيار ومساعده بحجم الضرر الذي لحق بمحركات الطائرة جراء محاولة الهبوط الأولى. وقال خان أمام المجلس الوطني الباكستاني: "محركات الطائرة تضررت عندما احتكت بمدرج الهبوط لكن مراقبة الحركة الجوية لم تبلغ الطيار.. وعليه فإن الطيارين وحركة المراقبة الجوية لم يلتزموا جميعا بالبروتوكولات".

إلى ذلك، أوضح الوزير أن تقرير التحقيق كشف أن الطيار لم يذكر أي خلل فني.

يذكر أن الطائرة الباكستانية كانت تحطمت الشهر الماضي مخلفة 97 قتيلاً.