+A
A-

استياء جماهيري واتهامات بالاحتيال.. و bein تكتفي بالاعتذار

أعلنت شبكة bein sport القطرية التوقف عن بث مباريات الدوري الإيطالي لكرة القدم، وذكر بيان نشرته الشبكة على موقع "تويتر" أن القرار جاء لأسباب قانونية دون الكشف عن التفاصيل.

واكتفت الشبكة المملوكة لحكومة قطر بالاعتذار للمشتركين عن "أي إزعاج قد يسببه هذا القرار" بحسب البيان، دون أن تتطرق إلى مصير الاشتراكات والعقود المبرمة مع المشتركين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتواجه bein مطالبات من مسؤولي البطولات الأوروبية بدفع المبالغ المستحقة عليها نظير حصولها على حقوق البث الحصرية، وبدأت الأزمة قبل نحو شهر، حين طلبت الشبكة القطرية تنازل الاتحاد الإيطالي عن مستحقات الدفعة الثالثة لمساعدتها في تجاوز تبعات فيروس كورونا المالية، قبل أن يرفض الاتحاد الطلب ويصر على تحويل المبالغ المالية المستحقة.

وذكرت صحيفة "ليكيب" الفرنسية أن شبكة bein عجزت عن دفع مبلغ 450 مليون يورو تمثل الدفعة الثالثة من العقد إلى الاتحاد الإيطالي، وأضافت أن قطر بدأت تشعر بالغضب تجاه المسؤولين في روما، على خلفية نجاح السعودية في الحصول على حق استضافة مباريات كأس السوبر الإيطالية على أراضيها.

وأظهرت قرارات bein منذ بدء جائحة كورونا عدم التزام أثار استياء الاتحادات وروابط الأندية المحترفة في أوروبا، خاصة أن الشبكة القطرية دعمت قرار إيقاف الدوري الفرنسي بسبب الفيروس، قبل أن ترفض دفع المستحقات بداعي إيقاف المنافسات في فرنسا، ما أدى إلى خسارة الشبكة لعقدها مع الرابطة الفرنسية.

وكانت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية نشرت تقريراً عن الخسائر التي تتعرض لها شبكة القنوات القطرية في فرنسا، وذكرت الصحيفة أن نحو 800 ألف قاموا بإلغاء اشتراكاتهم خلال عام 2019، على خلفية خسارة حقوق البث لبطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، ما أدى إلى خسارة الشبكة القطرية لنحو 81 مليون يورو خلال 12 شهراً، لتزداد خسائرها في فرنسا إلى 1.5 مليار يورو، الأمر الذي قاد الحكومة الفرنسية لإجراء تدقيق مالي بحسب الصحيفة.

المشتركون وحماية المستهلك

واستأثر انسحاب bein المفاجئ من اتفاقية بث مباريات البطولة الإيطالية باهتمام وسائل التواصل الاجتماعي، إذ اعتبره بعض مشتركي القنوات الرياضية بمثابة تنصل من التزامها نحو المشتركين، علماً أن الشبكة واصلت تحصيل الاشتراكات من مشاهديها طوال فترة التوقف، قبل أن تعلن انسحابها من بث المنافسات الإيطالية.

وطالب مغردون بضرورة تدخل هيئات حماية المستهلك في الدول المتضررة لمساعدة المشتركين على استعادة أموالهم، فضلاً عن الحد من تلاعب الشبكة القطرية ومخالفتها لقوانين التجارة المحلية والعالمية.

وشنت حسابات روابط جماهير الأندية الإيطالية العربية في مواقع التواصل الاجتماعي، هجوماً على شبكة bein لتوقفها عن بث المنافسات، متهمة مسؤولي القنوات بالاحتيال وعدم الالتزام بالعقود المبرمة مع المشتركين.

وهدد بعض المغردين باللجوء إلى الجهات المختصة عن حماية المستهلك، بينما طالب آخرون بتوجيه رسائل إلكترونية إلى الاتحادين الدولي والأوروبي لكشف ممارسات bein واستغلالها لعقودها الحصرية بطريقة غير قانونية.

وكانت جهات حكومية وقضائية في السعودية ومصر فرضت غرامات مالية بحق شبكة bein ورئيسها ناصر الخليفي، بداعي ارتكاب مخالفات قانونية وممارسة أنشطة غير نظامية في البلدين، فضلاً عن قضايا تتعلق بالفساد أمام المحاكم الفرنسية والسويسرية تهدد الشبكة القطرية ومسؤوليها بغرامات مالية كبيرة.

تقشف في زمن المونديال

وتعتبر قطر من أكبر المتضررين بعد تراجع الطلب على الطاقة، قياساً على التزامها بعشرات العقود المبرمة بمبالغ ضخمة مع جهات رياضية عالمية، وكانت تقارير صحافية أشارت إلى أن الدوحة تدفع نحو 15 مليار دولار سنوياً للصرف على شراء العقود الرياضية واستضافة المنافسات وبثها على قنواتها المختلفة.

وجاء تراجع الإيرادات الحكومية ليضع قطر أمام مأزق الوفاء بالتعهدات المالية لمنظمي البطولات في العالم، خاصة مع أعباء أخرى تتمثل بتمويل الجماعات المسلحة الناشطة في الشرق الأوسط، وزيادة التكاليف المالية لدعم الجيش التركي مع اشتداد المعارك في ليبيا.

وتبدو الدولة الخليجية الصغيرة مطالبة بتنويع استثماراتها وتطبيق حزمة إصلاحات اقتصادية بحسب تقرير للبنك الدولي، وتواجه الدوحة مهمة الوفاء بتعهدات مالية كبيرة لإتمام مشروع استضافة بطولة كأس العالم 2020، علماً أن قطر أعلنت موازنتها للعام الحالي بنحو 58 مليار دولار، قبل أن تتسبب أزمة كورونا في الضغط على الإيرادات وإيقاف دفع مستحقات الشركات العاملة التي أحجمت عن صرف مرتبات عمالها لنحو ثلاثة أشهر.

وطالت الأزمة المالية الخانقة مشروع قنوات bein الذي تم إطلاقه بمرسوم أميري، بعدما قامت الشبكة بحملة تسريح طالت عشرات الموظفين خلال الشهر الحالي، فضلاً عن إغلاق بعض المكاتب الخارجية والتراجع عن شراء حقوق البث لكثير من المنافسات الرياضية ومن ضمنها جولات بطولة العالم لسباقات "فورمولا 1"، وعدم الدخول في مزاد شراء الحقوق الحصرية للبطولات في ألمانيا وفرنسا.

وكانت قطر تعرضت في عام 1984 إلى أزمة مالية مماثلة بسبب تراجع أسعار النفط، ما قادها إلى إعلان سياسة تقشف صارمة أدت إلى تنازل الدوحة عن مشاريعها الإعلامية الموجهة للخارج وإغلاق مطبوعات شهيرة مثل مجلتي "الدوحة" ذات الاهتمامات الأدبية والفكرية، ومجلة "الصقر" الرياضية.