+A
A-

العالم يحتفل 141 على ولادة هدى شعراوي

قالت لها الجدة بحنان: "ولكنك فتاة وهو غلام" نزلت هذه العبارة على قلبها كالسلام والطمأنينة رغم قسوتها بالنسبة لفتاة صغيرة، منذ تلك اللحظة بدأت حياة هدى شعراوي التي ولدت في 23-يونيو-1879 في المنيا – صعيد مصر لأسرة مصرية عريقة فهي نور الهدى سلطان شعراوي ابنة محمد سلطان باشا وإقبال هانم. تربت هدى منذ صغرها في مجتمع مصري يقوم على التفرقة الإجتماعية بين الجنسين، أنت فتاة فأنتي لا تمتلكين أية حقوق، هو ولد وسيأخذ اسم العائلة معه طوال حياته أما أنتي فستتزوجين ويندثر اسم العائلة معكِ. لم تتوقف حياتها إلى هذا الحد ففي كل مرحلة كان كرهها لجنسها يزداد يومًا بعد يوم وكأن القدر أراد لها أن تُحرم من كافة حقوقها لكونها انثى.

" لا لزوم لكتابك فهي لن تصبح محامية" كانت هذه العبارة بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، فقد تهاوت أحلام هدى في تعلم النحو الذي لطالما أرادت أن تتعلمه، والكثير من المواقف المشابهة في طفولتها وصباها وشبابها التي أدت إندلاع حرب تحرير المرأة المصرية من كافة القيود المجتمعية. وقد شنت هدى أول حروبها حينما أسست منظمة الحركة النسوية والتي كانت بشكل سري للغاية حيث كانت المؤسسات الدينية هي المسيطر الأكبر على المجتمع المصري، وكانت رغبة شعراوي هي حصول المرأة المصرية على كافة حقوقها السياسية والإجتماعية كسائر نساء العالم لا سيما الإنجليزية والفرنسية. 

لم تكن هدى ضد الدين يومًا بل كان هدف حركتها النسوية هي إعلاء صوت المرأة في كافة المحافل ولكن هذا الهدف جعلها محط أنظار العديد من الرجال وبعض النساء الذين رأو أنها تسلخ المرأة المصرية عن الدين الإسلامي وذلك بعد ما حدث عام 1921 عندما قامت بخلع الحجاب هي وصديقتها سيزا نبراوي في حفل استقبال سعد زغلول مما رأه البعض أنها خطوة جريئة. 

لم تتنازل هدى شعراوي عن إيمانها وقناعتها بحق المرأة في المشاركة في صنع القرار مهما كان شكله أو مضمونه، وأرادت أن تثبت للعالم أن القوة الناعمة من  الممكن أن تواجه قوة الرجل، بالإضافة إلى قدرة المرأة على الموازنة بين حياتها  الشخصية والحياة العملية.