العدد 4236
الأربعاء 20 مايو 2020
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
مصير العراق مع الكاظمي والساعدي؟
الأربعاء 20 مايو 2020

هل يكون الجنرال عبدالوهاب الساعدي رجل المرحلة بعد إقصائه من قبل حكومة حزب الدعوة الإيراني، وإعادة تعيينه بمرتبة أعلى من قبل مصطفى الكاظمي، ويصبح الكاظمي نفسه، أتاتورك العراق؟

حين زفت أخبار بغداد تعيين مصطفى الكاظمي رئيسًا لوزراء العراق، بعد طول مماحكات وانقلابات داخلية سرية وفي الخفاء لأجل تعقيد الوضع لتبقى السيطرة للقوى الدينية بشتى أطيافها الإيرانية، ولا يخفى تعاطف التيار الإخواني، بل هما وجهان لعملة واحدة، وبالتالي كان التعقيد في الوضع السياسي وتأزيم الحالة رغم الانهيارات الحاصلة في نظام الدولة ورغم الثورة العارمة في الشارع، كان القصد من هذا التأزيم إبقاء الوضع على ما هو عليه لحفظ المصالح المتشابكة بين الأحزاب الدينية مع الميلشيات المسلحة.

دون إقحام تاريخ الرجل وتفاصيل علاقاته ووظائفه التي تولاها وما قيل وأشيع عنه من أخبار وشائعات وأسرار وعلاقاته بالإخوة الأكراد وتحرر الرجل من الموروث الديني، تميز الرجل بانفصاله عن الموروث الديني، وعدم تورط اسمه بفضائح أو ارتباطه بقوائم الفضائح في الطبقة السياسية الحالية. ترى ما العلاقة بين الكاظمي والساعدي؟ وهل يكون الكاظمي مجرد كاسحة يتقدم بها لفتح الباب أمام الجنرال الساعدي؟ أم يصبح مصطفى الكاظمي نسخة معدلة في هذا العصر لظل مصطفى كمال؟ أعني هنا أتاتورك؟ ماذا لو ركب الكاظمي الدراجة الوطنية العلمانية؟ وسار بها تدرجا نحو مرفأ السلام وحقق ما لم يحققه رؤساء الطبقة الدينية الفاسدة التي مرت على العراق منذ إسقاط نظام الراحل صدام حسين رحمه الله؟

حقيقة من خلال قراءة سريعة لتاريخ الرجل ولعدة عوامل منها علاقاته الخارجية وارتباطاته ووظائفه وشبكة سرية تعمل له الآن لتهيئة القاعدة، والتوافق الدولي حول شخصيته، وأبرز عامل عدم تورطه بالملف الديني الولائي الذي هو أساس انهيار الوضع العراقي مؤخرًا... كل ذلك يمهد لفتح الباب أمام الرجل ليكون نسخة عصرية علمانية لمصطفى كمال، ولكن بشرط أن يلتزم بشروط التحكم والسيطرة بالقوة على فصائل الميلشيات وسحب السلاح منها وإلا لا فائدة تذكر من كلّ المحاولات للسيطرة على النظام السياسي القائم. حتى الآن تظل الأسئلة قائمة: من هو مصطفى الكاظمي؟ لماذا نجح بالوصول لسدة الوزارة رغم ضغط القوى المعارضة ومنها إيران والميلشيات؟ ولماذا تم التوافق عليه؟ وماذا عن دعم الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج له؟ هل هو مجرد بالون اختبار؟ هل هو مقدمة لتولي الجنرال الساعدي فيما بعد؟ هل هو الباب الذي سيدخل منه الساعدي بعد مدة وسيكون مفتوحا؟ هل هو كاسحة ألغام وتمهيد للقادم ليكون الحل للدولة العراقية العلمانية؟ إذا نجح الكاظمي في تفكيك شبكة ميلشيات الحشد الشعبي وإعادة الهيبة للدولة وفرض سيادتها هنا يمكن أن يصبح مقدمة لِظلْ مصطفى كمال أتاتورك ويفرض التغيير، وإلا لن يكون سوى واحد ممن مروا كغيرهِ وتبقى كرة الرماد مشتعلة بالداخل حتى تنفجر بالنار... أم يلقى مصيرا غامضا ممن تضرروا وفي مقدمتهم إيران؟

 

تنويرة:

إذا طال انتظارك، فاعلم أن قانون الجذب الكوني يصنع النتيجة بتمهل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .