العدد 4176
السبت 21 مارس 2020
banner
هل سيتغير العالم بعد كورونا؟
السبت 21 مارس 2020

أسقط وباء كورونا هيبة دول عالمية كثيرة وأسماء وكيانات واتحادات بل أصاب قلب الرأسمالية والرأسمالية الليبرالية أيضا حيث انحنى العالم على نفسه وكل دولة خرجت من اتحاداتها واتفاقاتها وهروبت للعمل القطري والذي ينظر إلى حماية النظم الاقتصادية والصحية الداخلية للدولة ومواطنيها، وفي هذا الوباء فشلت العولمة الاقتصادية العالمية التي دعا لها الغرب والصين أيضا، وغربلت الأزمة النظم العالمية وكشفت التغيرات على مستوى النظام السياسي لبعض الدول، فالنظرة للصين تكون على أن نظامها شمولي، حيث كان أكثر ثباتا وقوة بعد تغلبه على أزمة لم تمر بالعالم منذ سبعة قرون، لذلك غير شعب الصين نظرته إلى النظام القائم، وبينت الأزمة أن أكبر دولة بالعالم تحاول تقديم مليار دولار إلى إحدى الشركات الألمانية لتبيع لقاحا خاصا للشعب الأميركي كما ذكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأيضا أحداث كورونا كشفت أن الاتحاد الأوروبي يجتمع بفضاء سياسي فقط وليس اقتصادي لذلك انقلبت دول أوروبا على اتحادها وانتصرت لذاتها.


ونرى أن هناك طلبا أوروبيا ملحا لإغلاق الحدود الداخلية بعد غلق محيط شنغن، وهذا الإجراء يعتبر مؤلما لشعوب أوروبا ويعيد نظرية الاتحاد الأوروبي، خصوصا بعد سقوط إيطاليا في هذا الوباء والتي استفاقت متأخرة بعد انتشار الوباء وطلبت المساعدة من دول اليورو التي استخدمت نظرية دعونا نرى ثم نعمل، ورغم قوة اقتصاد إيطاليا وهي التي تمثل ثالث أقوى اقتصاد في منطقة اليورو انخفض معدل النمو الاقتصادي لديها وأيضا لحقتها دول مثل أسبانيا وألمانيا وفرنسا، وأعتقد أنه رغم أن بريطانيا لم تكن بعيدة عن هذا الفيروس لكنها ستكون سعيدة بانسحابها من الاتحاد الأوروبي الذي انهزم أمام أول معركة صحية وأيضا وقفت أوروبا أمام تجارب سابقة كأزمة الديون للدول الخمس الأوروبية سنة ٢٠١٢م، وأزمة اللاجئين سنة ٢٠١٥م.


مازلت أعتقد أن أحد أهم الأسباب التي ستعجل انهيار الاتحاد الأوروبي بعد هذه الأزمة هو عدم وجود احتياطي فدرالي كما هو موجود في أميركا وبعض الدول ذات النظرة الثاقبة فكريا واقتصاديا وسياسيا، لذلك ولما ذكرته سابقا أعتقد أن العالم سيتغير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .