+A
A-

"الهولندي الطائر" برؤية معاصرة للمخرج فرانسوا جيرارد

يواصل مهرجان أبوظبي التزامه بتقديم أفضل العروض الفنية للجمهور العالمي من خلال "برنامج أعمال التكليف الحصري العالمية" والذي ينطلق يوم 2 مارس 2020 بنسخة معاصرة من عرض أوبرا "الهولندي الطائر" إحدى روائع  المؤلف الموسيقي الألماني ريتشارد فاجنر. ويقام العرض في مسرح أوبرا ميتروبوليتان، نيويورك - بالولايات المتحدة بعد أن قام المخرج وكاتب السيناريو الكندي فرانسوا جيرارد بطرح رؤيته الفنية لهذه الأوبرا الأسطورية ترافقه كوكبة رائعة من الفنانين الكبار من عالم الأوبرا، حيث اختار الباس باريتون الروسي يفجيني نيكيتن لدور البطولة (الهولندي)، والسوبرانو الألمانية أنيا كامبي في أول ظهور لها في دار أوبرا المتروبوليتان نيويورك بدور (سانتا) المخلصة، ويستمر عرض أوبرا الهولندي الطائر حتى يوم 27 مارس 2020.

ويأتي هذه العرض، الذي يقدّمه مهرجان أبوظبي بدعم من شركة مبادلة للاستثمار، كإنتاج مشترك بين المهرجان، وأوبرا ميتروبوليتان، نيويورك بالتعاون مع الأوبرا الهولندية الوطنية، ودار أوبرا كيبيك بقيادة المايسترو العالمي فاليري جيرجيف، وقد حضر العرض سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، وسعادة السفيرة لانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، وسعادة عبد الله شاهين قنصل عام الدولة في نيويورك، والسيد برايان لوت، رئيس الاتصال المؤسسي في شركة مبادلة للاستثمار. 

وقالت سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: "إنّ عرض الهولندي الطائر يعكس التزامنا بتعزيز جهود الدبلوماسية الثقافية والحضور الإماراتي عالمياً بالشراكة مع كبريات المؤسسات الثقافية والمهرجانات ودور الأوبرا وفرق الأوركسترا، فهذا العرض الرائد يستعيد رائعة فاغنر برؤية معاصرة للمخرج فرانسوا جيرارد، بإنتاج مشترك بين مهرجان أبوظبي وأوبرا المتروبوليتان في تعاونها لأول مرة مع مؤسسة عربية، إلى جانب الأوبرا الهولندية الوطنية ودار أوبرا كيبيك".

وأضافت سعادتها: "يسعى مهرجان أبوظبي منذ أكثر من عقد ونصف لترسيخ مكانته في مشهد الثقافة العربية والعالمية كإحدى أبرز فعاليات الفنون التي تقدمها أبوظبي إلى المنطقة والعالم، ملتزماً إثراء الرؤية الثقافية للإمارات عبر بناء جسور التواصل وحوار الثقافات وإنتاج أعمال التكليف الحصري بما تتطلبه من معايير ومصداقية عالية تتيح لنا تبادل الخبرات العالمية والاستفادة من تجارب أعرق المؤسسات الثقافية في تحفيز قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارات". ومن جهتها قالت السفيرة لانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة: "تؤمن دولة الإمارات بقوة تأثير الدبلوماسية الثقافية. فتبادل الفنون والأفكار يعد نشاطاً ضرورياً ومؤثراً للحفاظ على العلاقات الوطيدة بين الشعوب والدول والأمم في إطار من الحوار الثقافي الدبلوماسي المتبادل. ، وقد شاهدت بنفسي هنا في الأمم المتحدة كيف يتم الاحتفاء بالتنوع الثقافي، وكيف لذلك أن يساعد على توفير فهم أفضل للآخر. وقد سررت كثيراً بحضوري لعرض  "الهولندي الطائر" هنا في نيويورك رفقة عدد من زملائي في المنظمة الدولية، وكما شرفت بتقديم الدعم لهذه الشراكة الاستثنائية." وقال مدير عام دار أوبرا ميتروبوليتان نيويورك بيتر غيلب: "سعداء بانضمام مهرجان أبوظبي لنا كشريك الإنتاج لعرضنا الجديد "الهولندي الطائر، ونحن ممتنون لدعمهم لنا ونتطلع للتعاون فيما بيننا مستقبلاً". ومن جهته، أضاف حميد الشمري، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة، الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية والموارد البشرية في شركة مبادلة للاستثمار: "لا شك أن أول إنتاج مشترك يجمع بين أوبرا متروبوليتان ومهرجان أبوظبي يعد محطة هامة في مسيرة تعزيز مكانة أبوظبي كمركز ثقافي عالمي. ونحن في مبادلة حريصون على دعم الفعاليات التي تعلي من شأن الفنون والثقافة في شتى أنحاء العالم". ويعتبر عرض أوبرا الهولندي الطائر من العروض الأساسية لمسرح أوبرا ميتروبوليتان، وهي قصة تراثية كانت مصدر إلهام مثالي للمؤلفين والشعراء والفنانين بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وجاءت الرؤية والمقاربة المعاصرة للمخرج فرانسوا جيرارد والخلفية التصويرية المبهرة لتحول مسرح ميتروبوليتان نيويور إلى لوحة غنية تذكرنا بالرسومات الزيتية الكبيرة. حيث تتكشف الدراما الموسيقية والشعرية لتأخذ الجمهور في رحلة فريدة يتصادم فيها الحب بالفداء والتضحية. كما تميز العرض بالعديد من عناصر الإبهار الحديثة باستخدام أحدث التقنيات، ومن بينها الإسقاطات المرئية وتقنية التقاط الصور المتحركة المصحوبة بخلفيات موسيقية ومؤثرات صوتية وحواريات ثنائية وفردية وأداء أوركسترالي مسرحي.

ومن الجدير ذكره أن برنامج أعمال التكليف الحصري العالمية من مهرجان أبوظبي 2020 يتضمن المزيد من عروض أعمال التكليف المشترك التي ستقام في كل من ألمانيا وإسبانيا وبولندا ومن بينها:

وضمن برنامج "أيام الموسيقى العربية" يوم 13 مايو 2020، يقدم مهرجان أبوظبي عددًا من نجوم الموسيقى العربية في "قاعة بيير بوليز" الفريدة من نوعها والتي تقدم منصة للحوار الفني والموسيقي، وتتيح للجمهور مسرحاً استكشافيا يستضيف العروض العالمية الأولى، والجاز، والمحاضرات، وغيرها الكثير، وتقام العروض تحت إشراف الفنان العراقي نصير شمة، وبوحي من أسطورة سيدة الغناء العربي، أم كلثوم؛ حيث يسلط هذا الموسم الضوء على عدد من الأصوات النسائية الأصيلة والمبدعة التي تحظى بشهرة واسعة اليوم في أرجاء العالم العربي. كما يقدم برنامج "أيام الموسيقى العربية" العرض العالمي الأول " من شهرزاد إلى كارمن في شهر يوليو 2020  على مسرح دار أوبرا "غران تياتر ديل ليسيو" ببرشلونة، وذلك كعمل تكليف حصري عالمي بإنتاج مشترك بين مهرجان أبوظبي و"غران تياتر ديل ليسيو". واحتفاءً بالذكرى 250 لمولد المؤلف الموسيقي الشهير لودفيج فان بيتهوفن، يقدم مهرجان أبوظبي في شهر أبريل 2020 "مهرجان بيتهوفن الدولي" في العاصمة البولندية وارسو.  كما يقدم مهرجان أبوظبي 2020 "أوركسترا فلسطين للشباب" ضمن فعاليات أوركسترا مهرجان أبوظبي للناشئة 2020-2021 الجولة العالمية والتي ستقام في مواقع متعددة حول العالم. وضمن فعاليات برنامج "الفنانون العرب حول العالم"، يقدم مهرجان أبوظبي دعمه للمغني والموسيقي الفلسطيني عمر كمال في جولته العالمية المستمرة التي يقدم خلالها أغنيات من ألبومه الأخير وذلك ضمن مبادرة "منبر التأليف والتوثيق الموسيقي". وتضم هذه الجولة عروض تقام في مركز الجاز، لينكولن، نيويورك، 21 مارس 2020، وعلى مسرح بلدية سانتياغو (دار أوبرا سانتياغو)، سانتياغو، تشيلي، يونيو 2020.

تأسس مهرجان أبوظبي في عام 2004 تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الإعلام والثقافة آنذاك (وزير الخارجية والتعاون الدولي حالياً) وحظي المهرجان برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الفترة من 2007 لغاية 2011، ويقام اليوم تحت رعاية معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح.

يعتبر مهرجان أبوظبي اليوم واحداً من أبرز فعاليات الثقافة والفنون في العالم والاحتفالية الأبرز في المنطقة، لإسهامه في إثراء الرؤية الثقافية لأبوظبي، وترسيخ مكانتها كوجهة ثقافية رائدة وعاصمة عالمية للثقافة والفنون، ومحطة لقاء للثقافات العالمية، ويلعب المهرجان دوراً جوهرياً، بدعم من شبكة عالمية متنامية تضم أكثر من 30 شريكاً ثقافيا استراتيجيا دولياً، في احتضان الإبداع والابتكار من خلال الفنون، في إطار فعاليات برنامجه الرئيسي ومنصاته الشبابية ومبادراته المجتمعية، في الإمارات السبع، إلى جانب أعمال التكليف وعلاقات التعاون الدولية، وتتيح هذه الشراكات للجمهور عروضاً أولى على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية.

يحتفي مهرجان أبوظبي بالقيم الإماراتية، تعزيزاً للريادة في خدمة الثقافة والإنسانية، بوحي من الإرث الكبير الذي تركه لنا الوالد الشيخ زايد، رحمه الله، في سبيل إعلاء قيم الاحترام والتسامح والانفتاح على الثقافات الأخرى، والتميّز في التعليم والمعرفة.