يعرف المقربون مني مدى شغفي بدوري كرة السلة الأميركي (nba)؛ بوصفه المسابقة الأقوى على مستوى الكرة البرتقالية في العالم، فهي المسرح الكبير الذي تجتمع فيه الأساطير وتروى عنه القصص والحكايات.
في “nba”، عندما يسجل أحد النجوم رقما قياسيا من النقاط فهذا حدث، وعندما يحضر نجم من هوليود مع أسرته لمتابعة المباراة أو السيد الرئيس شخصيا فهذا حدث، وعندما ينتقل نجم من فريق إلى آخر فهذا حدث، وعندما يموت لاعب اعتزل اللعب منذ سنوات فهذا حدث.
كل شيء يحدث في هذه المسابقة، نقرأه في الصحف وتتحدث عنه وسائل الإعلام، ونصبح في خضم الأحداث التي تجري جزءا من الأسرة الكبيرة لهذه اللعبة المثيرة في تفاصيلها والإنسانية في الكثير من مواقفها.
لذلك ربما من غير الممكن فهم هذه الفلسفة في البحرين، رغم أن الأحداث التي شهدتها كرة السلة منذ فترة زمنية كانت كثيرة وصادمة، لكنها جرت في غموض كبير وبأسلوب غير مفهوم!
ربما الحدث الأبرز في كرة السلة بعد وقوع طائرة كوبي براينت، حادثة كرة السلة بنادي الرفاع على المستوى المحلي واختفاؤها عن الأنظار دون أي تصريحات رسمية تبدد الحيرة بشأن اللغز الذي حدث في أروقة اللعبة.
والأكثر غرابة أن لعبة السلة في نادي الرفاع، لا يُعرف مصيرها حتى الآن، وبات غيابها عن بطولة كأس خليفة بن سلمان، التي تحمل لقبها، مؤكدا في ظل سفر المدرب والمحترفين وعدم تجمع الفريق استعدادا للقاء فريق المنامة.
ولعل ما يحدث للرفاع ظهرت ملامحه لأول مرة عندما تحديث رئيس جهاز السلة بالنادي عن ابتعاده عن اللعبة، دون ذكر توضيح، واكتفى بالقول إن مجلس الإدارة يعرف الأسباب، غير أن مجلس الإدارة بالرفاع يلتزم الصمت إزاء هذه التعليقات.
ومع اقتراب موعد انطلاق مسابقة كأس خليفة بن سلمان التي أوقفها فجأة اتحاد السلة قبل اكثر من أسبوعين وقرر إعادتها في ذروة المخاوف من فيروس كورونا، أصبحت الأسئلة أكثر إلحاحا عن الأسباب التي وضعت اللعبة ككل في هذه الوضع الحرج!
شخصيا سعيت للحصول على معلومة عن هذا الموضوع، وتبين لي أن الرفاع قرر تجميد السلة بالفعل وسوف يتفرغ إلى تسيير نشاطاته في كرة القدم حسب إمكاناته المالية.
لكن ذلك لا يكسر الصمت الرسمي الذي يخيم على المشهد برمته، بشأن أسباب ما حدث؛ لأنه في واقع الحال يترك علامات جعلتنا نصل إلى مرحلة نتأسف فيها على ما وصلنا إليه من انتكاسة بعد صعود صاروخي تعرفون أسبابه جيدا!