+A
A-

أميركا توقف برنامجاً سرياً للطائرات المسيرة مع تركيا

أكد مسؤولون أميركيون، الأربعاء، أن واشنطن جمدت برنامجا استخباراتيا سريا للطائرات المسيرة مع تركيا بسبب توغل أنقرة في سوريا خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال 4 مسؤولين أميركيين إن الولايات المتحدة أوقفت برنامجا سريا للتعاون في مجال المخابرات العسكرية مع تركيا بعد أن ساعد أنقرة لسنوات في استهداف مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

وكشف المسؤولون أن القرار الأميركي بتعليق البرنامج إلى أجل غير مسمى، اتُخذ ردا على توغل تركيا العسكري عبر الحدود في سوريا في
أكتوبر/تشرين الأول، مما يكشف عن حجم الضرر الذي لحق بالعلاقات بين الدولتين العضوتين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بسبب هذا التوغل.

وأفاد المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية الأمر، أن الولايات المتحدة أوقفت في أواخر العام الماضي رحلات جمع
معلومات المخابرات التي استهدفت حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه كل من تركيا والولايات المتحدة منظمة إرهابية.

وكان الجيش الأميركي ينفذ المهام بطائرات مسيرة غير مسلحة، كشف أحد المسؤولين أنها كانت تنطلق من قاعدة إنجرليك الجوية التركية
التي تتسم بوجود كبير للجيش الأميركي. والقاعدة مركز رئيسي أيضا لوكالات المخابرات الأميركية التي تعمل في المنطقة.

وأشار مسؤول آخر إلى أن رحلات الطائرات المسيرة الأميركية، التي نفذت في إطار البرنامج القائم منذ عام 2007، غالبا ما كانت تركز على
مناطق جبلية في شمال العراق قرب الحدود التركية.

وشنت تركيا مع فصائل سورية موالية لها يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول هجوماً ضد المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة، بدأ بعد يومين من سحب واشنطن قواتها من مناطق حدودية. وتمكنت الوحدات المهاجمة من التقدم سريعاً والسيطرة على شريط حدودي بطول 120 كيلومتراً يمتد من تل أبيض (الرقة) وصولاً إلى رأس العين.

ونص اتفاق لاحق توصل إليه نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، في أنقرة على "تعليق" تركيا للعمليات القتالية في شمال شرقي سوريا، على أن ينسحب المقاتلون الأكراد من "منطقة عازلة" بعمق 32 كيلومتراً.

ويوم 23 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت تركيا أنه "لا حاجة" لاستئناف هجومها ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا بعد انتهاء الهدنة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أبلغتها بأن انسحاب القوات الكردية من المناطق الحدودية قد "أنجز". وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان "في هذه المرحلة، ليست هناك حاجة لتنفيذ عملية جديدة".

وجاء الإعلان التركي بعد مباحثات طويلة شهدتها مدينة سوتشي الروسية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.

ووقع الطرفان على اتفاق من 10 بنود وصفه بوتين بالمصيري، ونص على تسيير دوريات مشتركة على الحدود السورية - التركية.