العدد 4086
الأحد 22 ديسمبر 2019
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
المشير حفتر يقلب الطاولة!
الأحد 22 ديسمبر 2019

لا تكن ضعيفا ولا متخاذلا، ولا متردداً، فذلك ما يغري أعداءك للقفز عليك، وتفكيك بلدك، فلتصد الهجمات حتى لو كنت وحدك، اعتمد على شعبك الوفي، حتى لو كانت ثمة طوابير خامسة، دافع بعزيمة عن الحق طالما كان معك، حتى لو وقف العالم كلهُ ضدك، لأنه بعد أن تصمد وتدحر عدوك وتثبت للعالم قوتك، هذا العالم نفسه الذي وقف ضدك في يوم من الأيام وخذلك، وتآمر عليك، نهايته العودة والاستسلام لك والاعتراف بك، بل وغض الطرف حينها عن كل ما تقوم به للدفاع عن حقك ووجودك الشرعي الذي اغتصبه عدوك.

هذه هي العبرة التي تلخصها الحرب الليبية، ومعركة الكرامة التي يخوضها الجيش العربي الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ضد ميلشيات الإخوان وداعش والقاعدة التي شكلت حكومة بقيادة عميل تركي كان قبل فترة وجيزة عميلا للغرب، وبالتحديد لدول أوروبية كانت ترى فيه وحكومته التي شكلها الغرب ذاته له، وحاول بكل الوسائل أن يحافظ عليها ويسندها بكل الطرق الممكنة بما فيها قطع السلاح عن الجيش الليبي وإغراق حكومة السراج بالسلاح والمستشارين العسكريين، وطيارين تم أسر بعضهم، ثم دخلت تركيا في محاولة مستميتة لإنقاذ الميلشيات الإخوانية المندحرة، لكن قوات الجيش الليبي الذي يقوده بشرف وكرامة خليفة حفتر، تقف الآن على تخوم طرابلس التي تحكمها ميليشيات السراج تمهيداَ لتحريرها مثلما تم من قبل تحرير بنغازي على يد ذات الجيش الوطني.

ما الذي حدث للغرب وتراجع مؤخرا عن دعم السراج ولو نسبياً، وهو الذي طالما كان يستنكر عمل الجيش الليبي؟ بل ويدعم السراج ويعتبره الحاكم الشرعي، وكان ذلك مستغربا من دول مثل فرنسا وإيطاليا وبريطانيا، وكان التفسير هو طمع هذه الدول بالنفط الليبي الذي يبدو أن المشير حفتر يمسك به، بينما السراج مستعد لمنحه لكل من يطلبه مقابل دعمه للبقاء في السلطة على رأس حكم الميلشيات الإخوانية.

لقد أدرك هذا الغرب وبعد الانتصارات المتلاحقة التي حققها الجيش الليبي بقيادة حفتر، أنه لم يكن بإمكانه تجاهل هذه الانتصارات ولابد أن يضمن منذ الآن وقوفه ولو ظاهريا على الحياد، وما زاد الطين بلة بالنسبة للسراج توقيعه معاهدة دفاعية مع أردوغان الذي يتعرض لضغط أوروبي بسبب توتر العلاقات مع اليونان وقبرص، والأخ السراج بكل غباء راح وتحالف مع الأردوغان هذا، ما قلب عليه اليونان التي قادت الاتحاد الأوروبي ليغير موقفه من حفتر.

هكذا يثبت التاريخ أنه عندما تكون قوياً وغير متردد ومعك شعبك والحق معك لا شيء في العالم يوقفك.

 

تنويرة:

كل الأحلام تظل مستحيلة إذا لم تصح من النوم!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .