العدد 4058
الأحد 24 نوفمبر 2019
banner
الجواهر العربية
الأحد 24 نوفمبر 2019

لم تكن مفاجأة ولن تكون أن يواصل رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه رعاية هذا الحدث الاقتصادي العربي الكبير طوال ثلاثة عقود رغم مشاغله الجسيمة ووقته المحدود، هذه السنة لم يتمكن سموه من افتتاح معرض الجواهر العربية نظرًا للعارض الصحي ولتصادف توقيتها مع سفر سموه إلى الخارج لاستكمال بعض الفحوصات الطبية الضرورية.

رغم دلك كان حرص سموه شديدًا على إنجاح الحدث وإكسابه الزخم الذي يستحقه فما كان من سموه أن قام بتكليف نائب رئيس مجلس الوزراء نجله سمو الشيخ علي بن خليفة لافتتاح التظاهرة الاقتصادية العربية المهيبة، لتخرج في تمام حلتها القشيبة، وتجذب من مختلف أرجاء المعمورة القاصي والداني، وتسجل حضورًا يليق بضخامة الحدث، وتنوعًا في المعروضات قيمة وعدة وعتادًا تفوق مثيلها من المعارض الدولية المتخصصة، والمرافق التسويقية الحيوية في صناعة الذهب والمشغولات والألماس وغيرها من المعادن النفيسة والأحجار الكريمة.

لن نقول كلامًا معادًا، ولن نقتبس جملاً من سياقات عفى عليها الزمن لكننا ببساطة المحب وقيمة المحبوب، سأحاول قراءة المعنى من هذا الحدث الكبير: أولا: أنه يأتي في ظل ظرف اقتصادي شديد الغموض والتعقيد، حرب تجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأعظم في العالم “الولايات المتحدة والصين”، والكل يدرك مخاطر هذه الحرب وآثارها الجسيمة على حركة التجارة الدولية. ثانيًا: أن منطقة الخليج تعاني من ارتفاع مناسيب التوتر مع عدة دول مؤثرة على الأمن والأمان على المدى من النظر وفي صميم العمق من الرؤية. ثالثًا: أن اقتصاد البحرين المنفتح على العالم لا يعيش سعيدًا إلا في أجواء الانفتاح وفي مناخات أكثر استقرارًا وهدوءًا من التي تسود حاليًّا.

لذا كان سمو رئيس الوزراء حريصًا أن يتابع بنفسه التجهيزات الحساسة، والخصوصية المفرطة التي بتميز بها معرض الجواهر العربية، بالإضافة طبعًا إلى تأثيره على حركة البيع والشراء والتنقلات من وإلى مملكة البحرين بل من وإلى العام ودول المنطقة.

من هنا كان الإدراك السامي من الأب الرئيس مفعمًا بالمتابعة لكل صغيرة وكبيرة ولكل شاردة وكل واردة حتى يحقق المعرض الكبير العديد من أهدافه والكثير من إيجابيات نتائجه، فجاءت الرعاية من الرئيس القائد بردًا وسلامًا على التظاهرة المباركة وجاء الافتتاح ثريًّا قويًّا مناسبًا لحضور النجل الوفي سمو الشيخ على بن خليفة الذي مضى بإخلاص ووفاء نادرين على خطى الأب الرئيس، حتى أن سمو الشيخ علي لم يترك جناحًا إلا وتفقّد معروضاته واطمأن على حسن التنظيم ودقّة الإجراءات وراحة العارضين. وتوقف بنفسه على سلامة المعروضات وسلاسة الدخول والخروج من الأجنحة، بل والتوقف طويلاً عند كل جناح متفقدًا ومحاورًا ومستمعًا لأدق الملاحظات.

وفي الختام كان مسك الختام عندما زار سمو الشيخ على جناح الحواج وتوقّف طويلاً معنا محاورًا ومبديًا سعادته بما رآه وما استمع إليه وما تابعه بنفسه لتخرج التظاهرة حاملة الزخم الكبير من الراعي الكبير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية