العدد 4054
الأربعاء 20 نوفمبر 2019
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
ولى عصر البطانات والحاشيات!
الأربعاء 20 نوفمبر 2019

لكل مسؤول في كل موقع، حاشية، سواء كان وزيرا أو مديرا وحتى مشرف قسم، حاشية خاصة تحيط به، بعض هؤلاء من ذوي الصدق والأمانة والوفاء، وبعض هؤلاء من ذوي المصلحة والنفاق، ويبقى على هذا المسؤول الانتباه واليقظة، فهناك الكثير من القرارات التي تتخذ بتأثير من هذه البطانة التي هي بين “الصالح والطالح”، وعليه، أن يخرج من دائرة الحاشية الضيقة ويختلط بالناس والجموع لمعرفة الحقائق، فالدائرة الأوسع هي الأهم، وهي المحيط الأشمل الذي تكون فيه الحقائق أوضح، لكن للأسف بعض المسؤولين بمواقع كثيرة لم يقتدوا بعادة سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، في أسلوبه وطريقته بالوصول إلى الناس، وذلك من خلال التواصل الدائم والميداني معهم دون الاعتماد فقط على الدوائر المحيطة.

إن الحاشية أو البطانة المحيطة عادة بالمسؤول، هي انعكاس للمجتمع، وتمثل عجينة مصغرة للبلد، فيها الناصح الذي لا يبتغي شيئا سوى مصلحة الناس وفيها الأناني الذي لا يفكر طول وقته سوى بمصلحته، وهذا أمر طبيعي وموجود بالمجتمع ولا نستطيع أن ننكره، وأخطر ما يواجه دولة أو مجتمعا أو وزارة أو مؤسسة هو وجود بطانة للأسف تنحاز لمصلحتها ولا يهمها سوى أن تبقى في مكانتها، لهذا تعتقد أن مناورتها ونفاقها وعدم نقل الحقيقة وتوضيح الأمور، والاكتفاء بتلميع كل شيء، على حد تعبير إخواننا المصريين، “كل شيء تمام أفندم”، هذا الأسلوب عتيق، أكل عليه الدهر، اليوم نحن في عصر الضوء، والأمور مكشوفة ولا يمكن إخفاؤها، فكل شيء تحت الأضواء، الناس تعلم، والبعيد والقريب يعلم، وبالتالي لم يعد الأمر يعتمد على البطانة التي هي في أضيق الحدود لا يمكنها أن توصل الحقائق كما هي في الواقع، يبقى على المسؤول وخصوصا الوزير أن يخرج بنفسه ويعقد اللقاءات المفتوحة ويجري الجولات الميدانية، وهذا الأسلوب السائد في جميع أنحاء العالم المتقدم، لكن يبدو أن دولنا العربية ومعها الدول الإسلامية، مازالت تعيش بنظام البطانات والحاشيات.

لقد كان لنا في أسلوب سمو رئيس وزرائنا حفظه الله ورعاه قدوة ونبراسا في الالتحام بالناس، ومعرفة ظروفهم والاطلاع على معاناتهم وحل مشاكلهم، اعتمادا على سماعه ومشاهدته واختلاطه بالمجتمع بمختلف الوسائل المتاحة، ميدانية وعبر مجلسه الذي يستقبل الجميع ومن خلال متابعته الشخصية ما كان له الأثر الإنساني في التواصل.

هذا العصر وهذه الحياة المعقدة اليوم، لا تحتاج لبطانات بل تحتاج لتواصل مباشر، لأن من ينقل إليك يختلف عما تراه بعينيك وتسمعه بأذنيك مباشرة من الجهة المعنية.

تنويرة:

لن ترى النجوم مادمت لا تنظر إلى السماء!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية