في خضم الأوضاع الاقتصادية الصعبة والتي نراها في الشوارع، وفي المحلات المغلقة، ونسمع عنها مرارا من الناس، في المجالس، وفي البنوك، وفي قروبات تطبيق (الواتساب)، لا يزال البعض يصغر من ظروف المحتاج، ويقلل من شأنها، ويرفض حتى الاعتراف بوجودها، لأنه ببساطة غير محتاج.
هذا الواقع الغريب، والغريب جدا، يمثل هروبا من الواقع الحي والصارخ، وهو هروب (مؤقت) ومحدود، لن يطول بقاءه، فالحاجة تمثل بجوهرها مشكلة، وضنك، وضيق، وسهر بالليل، ومعاناة بالنهار، خصوصاً لمن يعول أسره، ولمن لم ترحمه ظروف الحياه ومشاقها، لأن يكمل دراسته أو حتى نصف دينه.
استغرب جداً من محاولات تزييف الواقع المر للمواطن وللموظف البحريني، والتي تبدأ مباشرة بعد الراتب، بعد أن كانت تبدأ في السابق بالسابع أو العاشر من الشهر الذي يليه.
الاعتراف بواقع المشكلة، أمر مهم للإصلاح وللدفع بمسيرة الخير والنماء للبلد ولأبنائها، أولها إحلال الكفاءات، ومحاربة الفساد المالي والإداري بلا هوادة، وكنس الجراثيم التي تفسد بيئات العمل، وتحارب الشرفاء، أمور كثيرة تنتظر البحرين، وكل الأمل أن نرى واقع أجمل، نكون جميعاً شركاء في صناعته.