العدد 4010
الإثنين 07 أكتوبر 2019
banner
انتفاضة الكرامة
الإثنين 07 أكتوبر 2019

منذُ 2003م والعراق يعيش حالة من الغليان السياسي والتراجع الاقتصادي والتردي الاجتماعي، انتشر الفساد وتوسع الفقر، فزاد ثراء السياسيين وزاد عوز المواطنين. 16 عامًا والشعب العراقي ينتظر حصاد التحرير المزعوم، 16 عامًا والعراق وشعبه مازال خاضعًا للسيطرة الأميركية والإيرانية، فالحكومات المتعاقبة لم تجلب للعراق سوى القتل والدمار والتشريد ونهب واستنزاف ثرواته، لم يعمل الدينيون والسياسيون إلا لأجل مصالحهم الخاصة وتخزين ثرواتهم خارج العراق تاركين الشعب العراقي جائعا وعاطلا وغريبا في وطنه.
الشعب العراقي ينتفض لأجل العراق وسيادته، لأجل العراقيين وعروبتهم، لأجل كل ما يُمثله العراق من عِلم ومعرفة، ينتفض ليكون سيدَ أمره ومستقلًا عن الإدارات الأجنبية التي تسرق العراق نهارًا وليلًا، واستخدموا داعش كفزاعة لتوطئة أقدامهم أكثر في العراق. إنها انتفاضة الكرامة، كرامة العراق والعراقيين، كرامة رفض الذل الأجنبي، رفضًا لأن تكون بغداد والبصرة والموصل ساحات لتصفية حسابات الآخرين ومن أجل الذين لا يتوافق وجودهم على أرض العراق، الذين نكلوا بالعراق وثقافته وحضارته ووطنيته وسرقوا عروبته.
قال أبناء العراق كلمتهم في هذه الانتفاضة في وجه المحاصصة الطائفية وأصحاب الصفات المشبوهة، نهض أبناء العراق اليوم ليهتفوا ضد الوجود الإيراني وميليشياته وتحالفه الغربي الصهيوني ضد العراق. العراق يعلن بلسانٍ شعبه (لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبي) وآن أوان حشدٍ شعبي وطني عربي، نابذًا للطائفية ومحررًا العراق من دنس الميليشيات، يُعيد إلى العراق هيبته ويعيده إلى حضنه العربي، وللعراقي كرامته وإنسانيته التي سلبتها الديمقراطية المزيفة.
هذه الانتفاضة ردًا على تردي الأوضاع والخدمات المعيشية، فكان ردهم عليها قاسيًا، لأنها تهدم معبد تسلطهم وتكشف حقيقة أصحابه الذين يمنون أنفسهم باستمرار تلك الأوضاع لزيادة ثرائهم الذي زاد من أوجاع العراقيين.
الإعلام الأميركي الإيراني الصهيوني عمل على طمس الملامح الوطنية للعراق وتضليل الرأي العالمي بأن ما يحدث في العراق (تآمر خارجي وإرهاب داخلي، وأن القوات الأميركية والحشد الميليشاوي الإيراني مساند أساسي لأهداف التطلعات الوطنية العراقية)، إلا أن حالة العراق بعد 16 عامًا أكدت أن القوات الأميركية وذلك الحشد الخطر الأكبر على العراق وشعبه، وحان وقت رحيلهم من العراق لينقى العراق ويعيش شعبه الحياة العربية الكريمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .