+A
A-

إيران تعبث بأمن العراق لتحويله إلى لبنان جديد

اتهمت صحيفة "واشنطن إكزامينر" الأميركية طهران بالعبث بأمن العراق، كما حملت ما أسمتها "الدمى الإيرانية في العراق" مسؤولية فشل البلاد في تلبية مطالب الشعب، واعتبرت أن إيران تحتقر الفريق الساعدي لأنه "وطني ولا يمكنها إخضاعه".

وقالت "لقد عمقت إيران يدها في العراق مع طبقة من السياسيين الفاسدين، والكثير من البيروقراطيين غير الفاعلين، هذه ببساطة هي الأسباب التي دفعت العراقيين إلى الخروج إلى الشوارع في احتجاجات عمت جميع أنحاء بلدهم".

إيران سبب الغليان في العراق

وتابعت "لقد قُتل ما لا يقل عن 31 مدنياً برصاص قوات الأمن العراقية هذا الأسبوع. الفساد وسوء الإدارة هما المظالم الأساسية، لكن إيران هي الشرارة وراء الإحباط الذي يغلي في العراق. وبشكل أكثر تحديدًا سوء الإدارة الرهيب للوزارات والمرافق العراقية من قبل الكتل السياسية الحليفة لإيران، والضغط الإيراني على رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لإقالة الجنرال الوطني عبد الوهاب الساعدي".

الساعدي بطل حرب داعش

وتضيف الصحيفة أن الساعدي بطل الحملة العسكرية ضد داعش وقومي خارج نطاق الميليشيات العراقية التي تسيطر عليها إيران.

وقالت "يلخص الساعدي ما يحتاجه العراق أكثر من غيره: موظف عام وطني محترف، لكن هذه النوعية من الرجال هي أيضا ما يجعل الساعدي يحتقر من قبل إيران التي لا تستطيع السيطرة عليه".

وتشير الصحيفة إلى الدور الإيراني في العراق بالقول: يريد الإيرانيون أن يصبح العراق لبنانًا جديدًا، حيث تتمتع المصالح الإيرانية بحق النقض، في إشارة إلى (الأفضلية) على المصالح الوطنية العراقية، لقد ضغطت طهران على عبد المهدي لإقالة الساعدي، وبالفعل وافق عبدالمهدي على طلب طهران يوم الجمعة الماضي.

وتابعت الصحيفة، الكثير من العراقيين ليسوا سعداء بهذه الخطوة، إنهم يدركون أن الضغط على الساعدي دوافعه فاسدة، وينظرون إليه بحق على أنه موازن حاسم ضد الميليشيات الإيرانية القوية التي ترفض الخضوع للجيش العراقي.

ومع ذلك، فإن طرد الساعدي يمثل تجسيدًا للغضب الأوسع بسبب سوء الإدارة. على سبيل المثال، لا تزال إمدادات الكهرباء والمياه النظيفة متقطعة.

وأردفت الصحيفة، على الرغم من أن البنية التحتية غير الكافية تشكل جزءًا من المشكلة، إلا أن الفساد الواسع أمر أساسي أيضًا في هذه المظاهرات، حيث يعتقد العراقيون أن حكومتهم تمزقها الفصائل المهتمة فقط بملء جيوبهم من مكاتبهم وليس خدمة الناس.

تخفيف الدعم الأميركي لعبدالمهدي

وتابعت الصحيفة، يريد رئيس الوزراء حل هذه القضايا وهو ليس دمية إيرانية أيديولوجيا، إلا أن عبد المهدي ضعيف من الناحية السياسية ويعتمد على الدمى السياسية الإيرانية في العراق لدعم حكومته، ولديه عدد قليل من الشركاء البديلين. ولا يزال مقتدى الصدر يركز على تنمية قاعدة سياسية قومية يمكنها أن تصمد تدريجياً ضد النفوذ الإيراني، لكن الصدر لا يريد عزل إيران دون داع، وكان يلعب مع طهران في الأسابيع الأخيرة.

في الوقت نفسه، يجب بالضرورة تخفيف الدعم الأميركي لعبد المهدي لتجنب تشويه سمعته واتهامه بأنه أداة أميركية.

واختتمت بالقول "هذا يتركنا مع الوضع الذي يواجهه العراق الآن. حكومة تعاني من خلل عميق، وغير راغبة أو غير قادرة على معالجة المخاوف الشعبية والغضب العام الناجم عن هذه الأسباب".