العدد 3988
الأحد 15 سبتمبر 2019
banner
عبر الحدود
الأحد 15 سبتمبر 2019

يقول رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه في معرض أحاديثه، وفي مداخلات سموه سواء بمجلسه العامر، أو من خلال الفعاليات التي يرعاها أو يحضرها بنفسه: أن الإنسان هو نواة التنمية المستدامة.

قبل أيام افتتح الرئيس القائد أول معرض تجاري تايلندي عن تأسيس المشروعات، وخلال الافتتاح تفقد سموه الأجنحة والمعروضات وأشاد بالمستوى الذي وصلت إليه الصناعات اليدوية التايلندية وكيفية استفادة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة البحرينية منها، التصريحات تنطلق من رؤية شاملة لأهمية التعاون مع الأصدقاء من أجل إعادة إنتاج علاقات متنامية قادرة على التأثير في المنظومة الاقتصادية على تنوعها واختلاف مستويات تعاطيها مع الموارد الأساسية المتوفرة في أسواقنا المالية.

المعرض التايلندي أو غيره يحرص سمو رئيس الوزراء على زيارتها بل وعلى وضع اللمسات الأخيرة عليها قبل انطلاقها، سموه يدرك أن التسويق الأمثل يتم بالضرورة من خلال معارض متطورة ومحدثة، وأن التبادل التجاري من شأنه أن يستفيد لأقصى حد من هذه المعارض، بل إن المشروعات المشتركة واستيراد المعرفة لا يتم إلا من خلال معارض نوعية فائقة التطور والجودة، وأن الشراكات مع الأصدقاء واستلهام قدرات فائقة من بلادهم سوف يؤدي حتمًا إلى تكثيف حركة التجارة وتعميق ثقافة “التعاون عبر الحدود من أجل عالم أفضل”، إنه الوقت الثمين الذي تختصره صناعة المعارض عندما يكون الهدف من العلاقات الاقتصادية، تبادلًا على أعلى مستوى، وتنسيقًا من باطن أمهات العلوم والفنون والثقافات المتنوعة، إنها حالة فريدة يؤسسها سمو رئيس الوزراء في نفوس مسئولينا كي يتولوا بأنفسهم قيادة وتطوير هذه الصناعة لما لها من دور طليعي طبيعي في ترميم القطاعات “الآيلة”، والانطلاق بالقطاعات الواعدة، ومن ثم النزول إلى رغبة المستهلك والمنتج معًا فاتحين أسواقًا أكبر، وموفرين سلعًا أكثر، وضاربين عصفورين بحجر واحد، أحدهما ينتمي إلى ما يمكن تسميته بالجودة من أجل البيع، والآخر يرتبط عضويًا بما يتأكد لنا أنه الوسيلة المُثلى لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من علاقات دبلوماسية متنامية، وعلاقات تفاهم واضحة على معالم الطريق.

إن المعرض التايلندي اكتسب بما لا يدع مجالًا للشك زخمًا كبيرًا برعاية سمو رئيس الوزراء له، ليس لأنه يترجم علاقات سياسية وطيدة، ولا لكونه معرضًا فريدًا لا يتشابه مع ما عاداه من معارض، إنما لأنه يطرق بابًا جديدًا يتم من خلاله إدخال “ثقافة الطرق على الحديد وهو ساخن”، ووضع الحصان أمام العربة تشجيعًا أو دعمًا لصناعات صغيرة ومتوسطة لطالما عانت من شح الأسواق، وضعف القدرات الإدارية، وغياب رؤوس الأموال اللازمة، بل والجهات القادرة على التمويل بأسعار فائدة زهيدة ولمدد سداد أطول، وبإجراءات مصرفية في الإمكان.

إن الصناعات الصغيرة والمتوسطة في بلادنا مازالت تعاني الأمرَّين من سلسلة روتينية معقدة، ومن أوضاع تسويقية مرعبة، بل ومن أسواق ليست في المتناول على الدوام، إنها منتجات اللحظات الحرجة في حياة أية مؤسسة، وهي الثمرة التي لا يمكن نضوجها وهي تعاني الأمرَّين من تجاهل المسئولين لها، واستخفاف الشركات العملاقة بتسويق منتجاتها.

لقد أخرجت غرفة تجارة وصناعة البحرين من محصلة دراساتها العديد من التوجيهات، والعديد من المشاريع القابلة للتحقق في مجال دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، فتأسست جمعية متخصصة في هذا المجال، وارتبطت الجمعية برجال أعمال على درجة عالية من اليقين بأهمية هذا النوع من المؤسسات.

لكن في جميع الأحوال تظل الحاجة إلى ترسيخ أهمية هذا القطاع لدى الجهات الداعمة بمثابة حجر الزاوية الذي تلتف حوله المشكلات كافة، والحلول كافة، حيث إن المعرض التايلندي فرد عين على ذلك ودليل إجادة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .