أطلقت هيئة البحرين للثقافة والآثار نداء مهما للحفاظ على التراث الزراعي لمملكة البحرين، جاء فيه “تواجه المناطق الزراعية الساحلية الشمالية والغربية لمملكة البحرين، وخصوصا تلك الممتدة بالموازاة مع موقع قلعة البحرين المسجل على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، خطر الاندثار مع انتشار عمليات التوسّع العمراني في تلك المناطق، حيث اختفت بشكل شبه كامل العديد من المزارع والمساحات الخضراء ما بين عامي 2012م و2019م. بناء على ذلك فإن هيئة البحرين للثقافة والآثار تؤكد أهمية حماية هذه المناطق والحفاظ عليها بالتعاون مع كل المؤسسات الرسمية المعنية، كما توضح الهيئة أن الحفاظ على الممارسات الزراعية التي تعود إلى آلاف السنين من خلال تحديد المناطق الخضراء يعد مهماً للارتقاء بالبنية التحتية الثقافية البحرينية ويدعم استراتيجية هيئة الثقافة في صناعة التنمية المستدامة”.

نعرف أن التخطيط عملية موجهة نحو المستقبل، فنحن نتخذ قرارا الآن حول شيء في المستقبل، لكن علينا الالتفات أيضا إلى ثرواتنا الطبيعية وأن نعطيها جانبا كبيرا من الدراسة، فالتوسع العمراني على حساب المناطق الزراعية ينذر بأضرار بيئية كبيرة من تآكل التربة وخصوبتها وتلوث الهواء وبالتالي تعرض الناس للأمراض ناهيك عن هجرة الطيور وموت الحيوانات وغيرها من الأضرار التي نقرأ عنها كل يوم ونشاهدها.

إن اختفاء العديد من المزارع والمساحات الخضراء ما بين عامي 2012م و2019م بصورة شبه كاملة كما بينت الهيئة أمر خطير للغاية ويفترض إيجاد معالجة فورية بتكاتف الجهود ومناقشة القرارات التي تؤثر سلبا على طريقة استعمال مساحات الأرض، وعلى السادة النواب التحرك على هذا الملف بمفرده ووضع مشروع شامل للمحافظة على المساحات الخضراء وحماية البيئة والتركيز على هذه القضية بدل الشطحات والروايات الكلاسيكية.

إن المساحات الخضراء تعد حلا مهما لمشاكل الاحتباس الحراري وتغيرات المناخ، ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة قامت منذ سنوات عديدة ببحوث ترصد فيها دور أشجار النخيل في الحد من التلوث البيئي، وكل ما نخشاه فقد مساحات واسعة من المزارع.