+A
A-

قصف "متعدد" يهدد هدنة إدلب.. وموسكو تتهم واشنطن

تجددت صباح الأحد غارات شنتها طائرات النظام السوري ومقاتلات روسية على مناطق في إدلب، التي شهدت هدنة "هشة" السبت، إلا أن موسكو اتهمت واشنطن بتشكيل خطر على الهدنة، بعد قصف استهدف اجتماعاً لقيادات في تنظيم القاعدة.

فقد نقلت وكالات أنباء روسية عن الجيش قوله، الأحد، إن الولايات المتحدة نفذت ضربات جوية في منطقة خفض التصعيد في إدلب السورية في انتهاك لاتفاقيات سابقة ما تسبب في خسائر بشرية كبيرة ويشكل خطراً على وقف إطلاق النار هناك.

ونسبت وكالة تاس إلى وزارة الدفاع الروسية قولها إن الولايات المتحدة لم تخطر لا روسيا ولا تركيا بأمر الضربات. وأضافت أن الطائرات الحربية الروسية والسورية لم تنفذ غارات في المنطقة في الآونة الأخيرة.

قصف للنظام السوري

لكن قوات النظام السوري قصفت صباح الأحد مدينة خان شيخون بالمدفعية الثقيلة واستهدفت قريتي الدير الشرقي والدير الغربي في ريف إدلب الجنوبي، فيما قصفت القوات الروسية عدة قرى في ريف معرة النعمان الشرقي جنوب إدلب.

والسبت، قالت القيادة المركزية الأميركية إن القوات الأميركية ضربت منشأة تابعة لتنظيم القاعدة شمال إدلب في هجوم استهدف اجتماعاً لقيادة التنظيم.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات الجوية دكت قواعد تابعة لتنظيم حراس الدين في شمال غربي سوريا. وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له إن الغارات، بالقرب من بلدة معرة مصرين في محافظة إدلب، قتلت ما يزيد على 40 مسلحاً من ضمنهم بعض القيادات.

استهداف قيادات بالقاعدة

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن الجيش الروسي قوله إن الولايات المتحدة نفذت الغارات في المنطقة بين معرة مصرين وكفر حايا في إدلب يوم السبت.

واستهدفت الضربات الجوية الأميركية عدداً من قادة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في شمال غربي سوريا خلال السنوات الأخيرة.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية يوم الجمعة أن قوات الحكومة السورية ستطبق وقفا لإطلاق النار من جانب واحد في منطقة خفض التصعيد في إدلب صباح السبت.

مقتل مدني

أيضاً، قتل مدني، السبت، بقصف صاروخي لقوات النظام السوري على مدينة كفرنبل، في جنوب محافظة إدلب، في أول خرق لوقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو وبدأ سريانه أمس، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

رغم ذلك، ساد هدوء نسبي في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا على الرغم من حدوث مناوشات محدودة.

ودخلت الهدنة حيز التنفيذ بعد أربعة أشهر من القصف الدامي الذي أودى بحياة أكثر من 950 مدنياً وهجوم بري سمح للنظام باستعادة مناطق استراتيجية.

هدوء نسبي

في هذا السياق، أشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "لا يزال الهدوء النسبي سيد الموقف في عموم المنطقة يتخلله عدة قذائف تسقط بين الفينة والأخرى".

وتؤوي إدلب ومحيطها نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم تقريباً من النازحين من مناطق شكلت معاقل للفصائل المعارضة قبل أن تسيطر قوات النظام عليها إثر هجمات عسكرية واتفاقيات إجلاء، وتعد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التنظيم الأوسع نفوذاً في المنطقة.

والمحافظة ومحيطها مشمولة باتفاق أبرمته روسيا وتركيا في سوتشي في أيلول/سبتمبر 2018 ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل، على أن تنسحب منها المجموعات "المتطرفة". إلا أنه لم يُستكمل تنفيذ الاتفاق، وتتهم دمشق أنقرة بالتلكؤ في تطبيقه. كما أعلن عن هدنة في مطلع شهر آب/أغسطس في منطقة إدلب ذاتها إلا أنها خرقت بعد بضعة أيام.