العدد 3946
الأحد 04 أغسطس 2019
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
انتبهوا للقوانين القاتلة
الأحد 04 أغسطس 2019

ليست كل وجبة دسمة تقدم لك مجاناً صافية النية، فانتبه لكل شيء يأتيك من خارج دائرتك وحلله وادرسه حتى لا يكون حبل مشنقتك بعد فوات الأوان.

قبل أحداث ربيع الدم 2011 المدمرة التي عصفت بالبحرين، كان هناك بمفاصل الدولة عدد من المسؤولين متفاوتي المستويات، من وزير لوكيل لمدير لموظف، تورطوا بشكل أو بآخر بهذه الأحداث التي جرفتهم، من بينهم عدد شكل أخطر خلية بالانقلاب وهم أولئك الذين اشتغلوا لسنواتٍ طويلة بهدوء وصمت من أجل اللحظة الحاسمة، وكان أخطر ما قاموا به بتلك المرحلة تقييد البحرين بسلسلة من الاتفاقيات الدولية، في مجالات عدة منها ما سُمي بحقوق الإنسان، واتفاقيات لم نعرف محتواها إلا حين وقع الفأس في الرأس وبدأت المنظمات الدولية المشبوهة محاصرتنا من خلال هذه الاتفاقيات التي فطنا متأخرين لماذا قام هؤلاء المسؤولون حينما كانوا بموقع المسؤولية بربطنا بهذه البنود والقوانين المشبوهة التي قد تصاغ فقط من أجل الدول المستهدفة التي خُطط لها من قبل بتعمد لتوريطها بتلك الاتفاقيات.

عدنا اليوم إلى هذه الدائرة التي بدأ البعض يسلط عليها الضوء فيما يتعلق بالقوانين الدولية المستحدثة والمستهدفة لدول محددة يراد تطبيق القوانين عليها هي فقط بينما الدول التي تصيغ هذه القوانين وتضعها عبر سيطرتها على المنظمات الدولية لا تطبق تلك البنود، بل تضرب بها الحائط وهذا ما شهدناه بعدما جلدتنا تلك الدول بسوط ما يسمى بحقوق الإنسان لمجرد الدفاع عن المجتمع بوجه الانقلاب، بينما رأينا هذه الدول تضرب كل تلك القوانين وتدوس عليها لمجرد تفجير أو تفجيرين حدثا هناك، بينما كنا نحن نتعرض لمشروع انقلابي كامل وفرضت علينا تلك القوانين.

لهذا كله احذر اليوم من العودة لتلك الخدعة والوقوع بالكمين مرة أخرى، فلعينا الانتباه واليقظة قبل التوقيع على أية قوانين دولية تدفع لنا بالليل، ونحن نيام ويحملها ويروج لها بعض المسؤولين بأجهزة الدولة سواء التنفيذية أو التشريعية، بحجة أن هذه القوانين تشرع لمصلحة العالم ومصلحتنا نحن، بينما هي في الغالب لمحاصرتنا والتحكم فينا ومعرفة أسرار دولنا حتى يتمكنوا من التحكم بنا بينما هم يخرقون تلك القوانين ليلا ونهارا.

من هذه القوانين ما هو متعلق بحقوق الإنسان والشؤون المالية والسياسية، بل هناك قوانين جديدة تسن ولا نفطن لها تقدم كوجبات دسمة على موائدنا وبداخلها السم، من هنا لابد أن نأخذ الحيطة والحذر ونراقب كل من يدفع هذه القوانين ويروج لها لمعرفة نيته إن كانت صافية أو خبيثة.

 

تنويرة:

لا تسجن ذاتك لمجرد أن العالم وقف ضدك، أعظم حرية تملكها هي اكتشاف ذاتك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية