+A
A-

صحيفة فرنسية: روسيا والسعودية والتحكم الجديد بـ أوبك

لا تزال تفاعلات الاتفاق النفطي السعودي الروسي وقبول أوبك به مستمرة في الصحافة الدولية. وقد تطرقت إليه الكاتبة جنزي زينغ في صحيفة لوبينيون الفرنسية إلى إبرام اتفاق فيينا الذي جمع 24 دولة لتمديد خفض الإنتاج إلى مارس 2020 لدعم الأسعار. الأمر الذي أغضب وزير النفط الإيراني وحذر من أن قبول أوبك لقرار من خارج "الكارتل النفطي" ينبئ عن "موت" أوبك. فيما ذكر خبير في الطاقة أن ذلك ليس مفاجئاً، "لقد أصبحت روسيا لاعباً رئيسياً في سوق النفط وصانعاً للقرار مع السعودية.

وكانت الدول الـ 14 الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها العشرة، بقيادة روسيا، قد أجمعت يوم الاثنين في فيينا على تمديد الاتفاق على الحد من إنتاج الذهب الأسود حتى مارس 2020. وخفض التحالف الذي يطلق عليه "أوبك+" عرض النفط الخام منذ عام 2017 للحيلولة دون هبوط الأسعار في ظل الارتفاع الكبير في إنتاج الولايات المتحدة، أكبر منتج في العالم لهذا العام، متقدمة على روسيا و السعودية.

ونقلت رويترز يوم الاثنين عن وزير النفط الإيراني الغاضب بيجن نامدار زنكنه قوله: "ليس لدي مشكلة في الحد من إنتاج النفط. ولكن الخطر الرئيسي الذي يواجه أوبك الآن هو أحادية الجانب. على أوبك ألا تتلقى قرارا تم اتخاذه خارج المنظمة أعتقد أنه بمثل هذه العملية، ستموت أوبك.

وقالت الكاتبة إن "العملية" التي يشير إليها هي اتخاذ القرار استباقاً ومن طرفين، من قبل السعودية، زعيم "الكارتل النفطي"، وروسيا، ثاني أكبر منتج للذهب الأسود في العالم وقائد الشركاء غير الأعضاء في أوبك. حيث سبق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الكارتل يوم السبت الماضي، معلناً القرار على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا، بعد لقائه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عما كان ينبغي أن يكون خاتمة اجتماع أوبك".

حل الأزمة النفطية

وقال ستانيسلاف ميتراخوفيتش، المختص في الطاقة في جامعة الدراسات المالية الحكومية الروسية، إن "موت" أوبك ليس مفاجئاً بحق.

وأضاف: "أثناء الأزمة النفطية 2014-2016، انخفضت أسعار النفط بشكل حاد، حيث وصلت إلى أقل من 30 دولارا. في ذلك الوقت، لم يكن "الكارتل" قادراً على تغيير قواعد اللعبة لأن الدول الأعضاء لم تكن تثق في بعضها البعض. واستمر ذلك حتى تم إنشاء (أوبك+) في ديسمبر 2016 حين وقعت أوبك و11 دولة منتجة أخرى تقودها روسيا اتفاقاً لتنظيم الإنتاج الجماعي. ومنذ ذلك الحين أصبحت روسيا لاعباً رئيسياً في سوق النفط وصانعاً للقرار مع السعودية. يريد بوتين، المعروف بصراحته، ببساطة إظهار بعض الوضوح".

وتنص الاتفاقية المبرمة يوم الاثنين في فيينا من قبل 24 دولة من دول (أوبك+)، والتي تضخ نصف نفط العالم، على خفض جماعي لإنتاج النفط الخام إلى 1.2 مليون برميل يومياً إلى مارس 2020، من أجل دعم الأسعار. وعند الإعلان عن هذا الإجراء، تخطى سعر برميل برنت الـ 60 دولاراً لأول مرة منذ مايو الماضي.

وتعتبر روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم إلى جانب السعودية، في خفض إنتاج النفط الخام. حيث بلغ إنتاج النفط الروسي 11.4 مليون برميل يومياً في أكتوبر الماضي، وهو أعلى مستوى منذ نهاية الاتحاد السوفيتي. بيد أنه في نهاية العام، وبعد اجتماع أوبك+، قررت موسكو والرياض قيادة الطريق وخفض إنتاجهما إلى 1.2 مليون برميل يومياً. وهو نفس الحد الذي "يقترحانه" اليوم لنظرائهم في الكارتل.

فريق بوتين منقسم

ووفقاً لستانسلاف ميتراخوفيتش، فإن سياسة خفض النفط الجماعي التي دعت إليها موسكو تبرز فعلياً عدم وجود استراتيجية طويلة الأجل بعد من جانب الكرملين. وأبان: "إن فريق فلاديمير بوتين منقسم إلى معسكرين في الملف النفطي. يمثل أحدهم ألكسندر نوفاك، وزير الطاقة الروسي، وينصحه بالحد من الإنتاج لتحقيق الاستقرار في الأسعار، والآخر، بقيادة إيغور سيتشين، الرئيس التنفيذي لشركة النفط الروسية العملاقة روسنفت، وهو يعارض الفكرة. ويدافع عن "الإنتاج الكبير والأرباح الكبيرة" خارج أوبك+. واقتنع بوتين في نهاية المطاف بالأول - مسار الاستقرار بدلاً من المخاطرة بهبوط الأسعار".

وفي الوقت نفسه، تواصل واشنطن زيادة إنتاجها النفطي، والذي يزيد متوسطه بنسبة 17% سنوياً.