من المسلمات في علم الإدارة الحديث أن القائد الإداري الناجح هو ذلك الشخص الذي يعمل على خلق أفكار مبدعة ومفيدة لأية مشكلة تواجهه في مؤسسته، لتنتج هذه الأفكار بيئة عمل ناجحة، وأيضاً يعتبر علماء الإدارة أن استمرار الإخفاقات لمدة زمنية طويلة وتراكمها دليل واضح وكبير على عجز المسؤول عن حلها وبالتالي لابد من البحث عن البديل المناسب لهذه المهمة، فالإبداع من أسس التجديد والتطوير المستمر.
في هذا السياق، يبدو أن الأمور خرجت عن سيطرة المسؤولين في مستشفى السلمانية الطبي، والأدلة على ذلك كثيرة ولا تحتاج إلى جهد كبير. صحيفة “البلاد” قامت مشكورة بنشر معاناة المرضى واستمعت إلى الأهالي بكل أمانة ومن منطق الأمانة الإعلامية التي تؤمن بها، وتفاعل الشارع مع هذه القضايا التي لولاها لظلت مخبأة وغائبة عنهم.
مواقع التواصل الاجتماعي تنشر بدورها ما يتم نشره في الصحيفة، ولا حجة للمسؤولين في المستشفى بعدم إحاطتهم بها. اتصل بي أحد المراجعين قبل أيام واصفا الوضع الذي يعيشه المرضى في المستشفى وتحديداً في العيادات التابعة بدءا بالبحث عن موقف للسيارة وليس انتهاء بالدخول على الدكتور.
أخطاء طبية فادحة، خدمات طبية أقل من المستوى، لجان تحقيق تُعتمد لمباشرة شكاوى لا أحد يعلم بنتائجها ولا إجراءاتها، مواعيد للمرضى بالسنوات والأشهر وآخرها أزمة الأدوية المخجلة.
الزميل إبراهيم النهام نشر في عموده حقائق صادمة استقاها من أصحاب الشأن بشكل مباشر ودقيق، روايات يندى لها الجبين ويرق لها القلب. بات من المؤكد أن إدارة مستشفى السلمانية الطبي تحتاج إلى وقفة جادة ولابد من موقف حازم وصارم مع المقصرين ومواجهة الإهمال الإداري والطبي بلا هوادة، فآلام الناس وحرقة قلوب أهالي المرضى آن لها أن تُسمع وأن تتم معالجة الوضع الراهن وأن يتوقف هذا الإهمال والتقصير.